responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 154
تصنع لسليمان جفانًا كبيرة للطعام تشبه الجوابي, وتصنع له قدورًا ضخمة للطبخ راسية لضخامتها, قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ
يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ - يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن
مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ:13،12].
6 - أسال الله له عين القطر -وهو النحاس المذاب- فكان النحاس يتدفق له
مذابًا من عين خاصة كتدفق الماء, فيصنع منه ما شاء, قال تعالى: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ
الْقِطْرِ} [سبأ:12].
وكان النحاس وقتها عنصر الحضارة ومادة التقدم ومظهر الأبهة والعظمة في الجيوش والحراسات والبنايات, وظل سليمان عليه السلام -الملك الجاد- يسعى في إعمار الدنيا بطاعة الله, حتى دانت له الأرض جميعًا, وجاء على المعمورة وقت لم يكن فيها لسليمان ندُّ في الحكم والملك ولا شبيه مماثل في العلم والحكمة [1].
7 - كان جنده مؤلفًا من الإنس والجن والطير, وقد نظم لهم أعمالهم ورتب لهم شئونهم, فإذا خرج خرجوا معه في موكب حافل, يحيط به الجند والخدم من كل جانب, فالإنس والجن يسيرون معه في موكب حافل, والطير تظله بأجنحتها من الحر والشمس [2].
هذه هي أبرز مظاهر التمكين في زمن حكم سليمان عليه السلام, ويظهر إكرام الله له في قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ص:39].
وذلك زيادة في الإكرام والمنة, ثم زاد على هذا كله أن له عند ربه قُربى في الدنيا وحسن مآب في الآخرة: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص:40].

[1] انظر الحكم والتحاكم في خطاب الوحي (2/ 587).
[2] انظر: دعوة سليمان عليه السلام, ص56،55.
اسم الکتاب : تبصير المؤمنين بفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست