responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 250
مسقط رأسه في جبل الدروز حيث دارت حوالي سنة 1925 معارك، هزت جيلي في الجزائر مع صدى معارك الريف، وكانت فيها يد لشكيب أرسلان.
كان فريد زين الدين على صلة به مكلفاً من طرفه، بدعوة الطلبة العرب الموجودين بالعاصمة الفرنسية لتشكيل جمعية (الوحدة العربية)، وكأنما كانت هذه الدعوة كما يتبين للقارئ مقدمة للجامعة العربية الحالية، فشرع من أجل ذلك يتصل بالطلبة المغاربة.
وفي نهاية المطاف أصبح (محمد الفاسي وبلفريج والطوريس) يمثلون مراكش في الوحدة و (بن ميلاد) مع بعض مواطنيه يمثلون تونس، وأصبحت أنا أمثل الجزائر.
وكانت سوريا مع لبنان، ممثّلة في شخص فريد زين الدين وبعض مواطنيه ممن يقرضون الشعر. فكانوا عند افتتاح أو ختام كل جلسة، يشنفون مسامعنا بآخر قصيدة لهم في تمجيد العرب.
وكانت هذه الجلسات (السرية) تجري مداولاتها في قاعة مقهى فرنسي، على مرأى ومسمع من البنات أو الشبان المشتغلين في القاعة، فنستمع إلى قطعة بلاغية أو شعرية تترك في النفوس موجة حماسية، أشبه شيء بالموجات التي انطقت من إذاعة (صوت العرب) وهزت النفوس، قبيل حزيران عام 1967، وكان من أسوأ آثار تلك الموجات أنها لا تفقد المستمع وحدة الشعور، بل تفقده أحياناً المتكلم نفسه، مثلما حدث يوماً لـ (لطوريس) إذ انطلق في صولة كلامية أثارت تصفيقاً فصفق هو معنا.
وكان في ذلك من الإغراء ما يجعل كل طالب مغربي يتنفس الصعداء إذا لم تتح له فرصة الانخراط في جمعيتنا السرية، فقد أتاني ذات يوم (هادي نويرة)

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست