responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 248
باريس لأنه كان في الصف الأول، مباشرة أمام الأخشاب، فانطلقت من الجمهور صرخات الاستياء فنزل الستار.
وكانت حرم الزعيم (مصالي حاج) وعليها ملامح السيدة الحيية الوقور، مع زوجي في الغرفة الخاصة التي يستطيع المتفرج منها تتبع ما يدور على المسرح مباشرة من وراء شباك لا يُرى من خلاله، فشعرت أن المرأتين تنفستا الصعداء عند نزول الستار.
ودق (جلاب) الضربات المعلنة لدورنا في التمثيلية، وقد كنت نسيت أن أعنونها، فلم يتردد لحظة واحدة عن تقديمها:
- (الحاكم الطيب) [1]، تمثيلية ذات منظر واحد!
كان (بن ميلاد) في دور الحاكم وكنت ترجمانه، أما الطالب الصيدلي التونسي فلا أدري في أي دور، وكان المجرم المقبوض عليه جزائرياً طبعاً، يقوم بدوره مراهق من جبال القبائل، فقام أحسن قيام بدور كبش الفداء.
ثم دقت العصا وجاء دور الزعيم، ولا أدري كيف قدمه (جلاب)، إن قدمه فربما كان الخطاب مطولاً؛ ولكنني أعجبت به بقدر ما كان ينسينا ركاكة المثقفين، حتى إنني عندما قال ((قد يكون تفاوت بين الأفراد، ولكن لا تفاوت بين الشعوب)) كدت أصرخ إعجاباً، وكنت أثناء الخطاب أنتقل في القاعة للاطلاع على انطباع المستمعين، وصادف أنني كنت في الغرفة الخاصة جانب زوجي، عندما تناول الخطيب جرائم الاستعمار، فرأيت جانب مدام (مصالي) عملاقاً، لعله من حرس زوجها، قوي البنية، عالي القامة، ينفعل عند ذكر الاستعمار فيلوح برأسه وكأنه يهدد عدواً قائماً أمامه:

[1] ينعكس المعنى ويصير العنوان ((الحاكم الجائر)) على الطريقة الفرنسية في التهكم.
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست