responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 247
واتفقنا على برنامج منوع من موسيقا ورقص، وطبعاً خطاب الزعيم الذي فاجأنا باقتراح فسح المجال أيضاً لتمثيلية قصيرة، ودون أن ينتظر تقرير الرأي في الموضوع، أخرج من جيبه كراسة مطوية وبدأ يقرأ لنا تمثيليته، فكانت ذات بناء ثقيل وبلاغة ركيكة، لو سمعها (اسخيلوس) لأصابته نوبة عصبية في قبره ولثار على الفور من مرقده ليثأر لفن التراجيدية من زعيم (نجم شمال إفريقيا).
فتقرر أن الفكرة لا تخلو على أية حال من أهمية إذا كان قالبها الأدبي مقبولاً، فاتفق القوم على تحريرها على هذا الأساس، وكلفت كذلك.
وجاء اليوم الموعود وأكتظت القاعة بالحاضرين، حتى بعض أصدقائي من (وحدة الشبان المسيحيين) قد حضروا مثل (مرسولين)، وتقرر أن يكون المهرجان كله تحت إشراف الأمير خالد بصورة رمزية، تتمثل في أن يبعث صورته تلك الليلة مع أول عدد من جريدة (الأمة) الذي صدر بتلك المناسبة، أو عاد للظهور بعد اختفائه منذ ذهاب الأمير خالد للشرق؛ وتولى تنسيق الحفلة (جلاب) الطالب الجزائري، فأخذ يدق بعصاه الأخشاب المسرحية ليعلن فصولها كل مرة.
رفع الستار عن راقصة تولى أحدهم اختيارها من بنات باريس، لأنه لم تكن في تلك الفترة نساء جزائريات يقمن بمثل هذه المهمات. فأدارت الباريسية بطنها الفسيح، ورفعت وهبطت صرَّتها في أرجائه المتسعة.
وأقلع البطن الأبيض السمين الضخم يدور حول الصرة كرحا حول قطبها. تصوروا ميدان (كنكورد) بفنائه الشاسع يقلع ويدور حول المسلة التي في وسطه، منذ أتى بها نابليون من مصر.
لم تظهر فيما أعتقد هذه الرقصة البذيئة في مظهر أقبح منه في ذلك اليوم، فقد خلعت على الجو من الإثارة الغريزية ما قد يكون شعر به إمام مسجد

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست