responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 225
مدققاً في الأشياء قلما يطرحانه في الحديث، فيدور أحياناً الحديث في الدين أو السياسة دون أن تترك البنتان العنان لجهر القول في الموضوع، ولكن صدق الشاعر الجاهلي زهير:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة … وإن خالها تخفى على الناس تُعلم
رحنا ذات يوم نتحدث عن نظريات (فرويد) في الأحلام، وانطلق كل واحد يذكر بعض ما رأى، فذكرت بدوري:
- إنني رأيت مناماً: أصعد إلى النجوم ...
وإذا بكبرى البنتين تقاطعني:
- صحيح؟ هل صحيح أنك رأيت هذا؟
كررتِ السؤال مرتين أو ثلاثاً، وقبل أن يرجع لي نفسي قالت:
- إذا كان صحيحاً فإنك ستصير رجلاً مشهوراً.
ففهمت أنها تؤمن بالعهد القديم أكثر مما تؤمن بفرويد، فقد فسرت الحلم بكل وضوح حسب قصة يوسف في الكتاب المقدس، بينما كانت هذه العانس اليهودية تصرح في كل حديث دار على الدين قبل ذلك، بأنها لم تلقن أي شيء ديني في طفولتها بـ (كتشينيف).
وإذا بزلة لسان تكشف لي فجأة، عن أن السيدة لا تعلم تاريخ النبوة في العهد القديم وحسب بل تؤمن بهذا الكتاب كما أومن أنا بالقرآن.
لماذا لا يريد اليهودي أن يكشف عن ذاته؟
مهما يكن الأمر، فالسؤال يذكرني حادثاً آخر جرى في الأسرة، فبينما كنا مجتمعين معاً في الورشة إذا الجرس يدق، فذهبت العجوز إلى الباب، وإذا صوت الزائر والزائرة يجعل البنتين تتركان الشغل وتلحقان بأمهما، فبقيت وحدي في

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 225
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست