responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 220
الإسلامي من جهل ومن أصناف الانحطاط، ولا يمكن لأحد أن يكون كبش فداء لقوم، دون أن يتصور بطريقة ما أنه المنقذ المبعوث إليهم.
هكذا كانت حالتي يوم دخلت مدرسة اللاسلكي ...
...
كانت اللاسلكي في بدايتها إذ ذاك، فزودتني المدرسة، مقابل مبلغ معين، بكل الأدوات التي تحتاج إليها الدروس التطبيقية، في صندوق يكتب عليه الطالب اسمه ليبقى في الورشة.
هكذا تم تجهيزي للمرحلة الجديدة، وانتظمت فيها حياتي بين غرفتي أعمل بوصفي إنساناً لا يمهل ولا يهمل، والمدرسة أتبع الدروس، و (الوحدة) ألتقي الأقران وأتناول معهم وجبات الطعام.
وكل ناحية من هذه النواحي الثلاث أصبحت تستقطب حياتي بصورة ما، فأجد نفسي في الغرفة أعيش مع أهلي، أتذكرهم كما وقع بصري على صورة والدتي ووالدي التي أخذتها من تبسة، وكأنني أكتشف جمال والدتي الوقور للمرة الأولى، لأن أصدقائي الباريسيين يجدونها امرأة ذات هيئة وهيبة، عندما ينظرون ملامحها في الصورة التي أمامي على المكتب، فكانت والدتي كأنها حاضرة معي، يدفعني حضورها إلى العمل ويذكرني أنها تنتظر رجوع ابنها مكللاً بالنجاح، حاصلاً على الشهادات التي تحقق المركز المرموق، فيزداد نشاطي حرارة، وتصميمي على تحصيل درجة مهندس مساعد. ولعل طموحاً غامضاً بدأ منذ تلك الفترة يخامر نفسي، يحدثني بتحصيل درجة أعلى ويجعلني أتساءل عن مؤهلاتي الفطرية:
- هل أنا ذكي؟

اسم الکتاب : مذكرات شاهد للقرن المؤلف : مالك بن نبي    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست