اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 171
يقول: " اجتماع الإخوان قسمان: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنَّه يفسد القلب ويضيع الوقت.
والقسم الثاني: اجتماع على التعاون على أسباب النجاة والتواصي على الحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها "
ولذلك كانت مجالس السلف مجالس ذكر وموعظة، مجالس يزداد فيها الإيمان، وتتصل القلوب بالرحمن، انظر كيف كان السلف يلتقون لنحاكيهم:
" جاء سفيان الثوري إلى الفضيل بن عياض فتذاكرا وبكيا، وهذا هو الشاهد، جلس كل واحد يذكر الآخر حتى فاضت عيناهما.
فقال سفيان للفضيل: إنِّي لأرجو ألاَّ نكون جلسنا مجلسا أعظم بركة من هذا المجلس.
فقال الفضيل: ولكني أخاف أن لا نكون جلسنا مجلسا أضر علينا منه.
فقال سفيان: ولِمَ يا أبا علي؟
قال: ألست قصدت إلى أحسن حديث فحدثتني به، وقصدت أنا إلى أحسن حديث فحدثتك به، فتزينت لي وتزينت لك.
فبكى سفيان أشد من بكائه الأول، وقال: أحييتني أحياك الله ". أسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا.
إخوتاه ..
كن على فطرتك وسليقتك وأنت تلاقي أخاك.
قال بعض السلف: خير أصحابي من لا يتكلف لي، ولا أتحشم معه فأكون معه كما أكون وحدي.
فلا شك أنَّ التكلف سيورث نوعا من الرياء والتصنع، بل كن على سجيتك،
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 171