responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 155
فقال: سبحان الله، والله ما زالت قدماي من مكانهما حتى سامحتك ودعوت لك.
إخوتاه ..
هكذا كانت الأخلاقيات، كان الأدب وحسن الخلق، كان الرفق في أجمل معانيه وتجلياته.
وانظر ـ أيضًا ـ ما يرويه الإمام السخاوي في " أدب الشيخين "عن صنيع القاضي أحمد بن إبراهيم الحماد المالكي، والإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي.
وهذه الحادثة ستتعلم منها أدب السلف عند الاختلاف، وكيف كانوا يعيشون دون تعصب وتنافر مما أحدثه المتأخرون المقلدون.
فالقاضي أحمد بن إبراهيم كان قاضي القضاة وكان مالكيا، ومع ذلك ما كان يتورع من الذهاب لمجلس الإمام الطحاوي ليسمع من تصانيفه المفيدة (1)
فاتفق مجيء شخص لاستفتاء الإمام الطحاوي عن مسألة بحضرة القاضي، فقال الإمام الطحاوي: مذهب القاضي ـ أيده الله ـ كذا وكذا، فقال السائل: ما جئت لأسأل القاضي، إنما جئت لأسألك أنت، فقال: يا هذا ليس عندي إلا ما ذكرت لك، ورد السائل.
فقال له القاضي: أفته أيدك الله.
فقال له الطحاوي: طالما أمرني القاضي فلا يسعني إلا الطاعة، الجواب كذا وكذا.
إخوتاه
الرفق من أعظم دواعي المحبة والألفة بين الإخوة والأصحاب، فالرفق يجعل نفوس

(1) للإمام الطحاوي شرح معاني الآثار والعقيدة المنسوبة إليه " الطحاوية " وغيرها من المصنفات العظيمة.
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست