اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 154
الأثبات الثقات "يحيى ين يحيى".
إخوتاه ..
لقد كانوا يحبون الرفق في كل شيء حتى في اللفظ، كانوا يوصون باستخدام الألفاظ الحسنة الطيبة دون الألفاظ الخشنة.
يقول الإمام الشافعي: حَسِّن ألفاظك، لا تقل: كذاب، وقل: ليس بشيء.
إخوتاه ..
لقد كان الناس ينالون من الأئمة وربما آذوهم بكلام شديد، ولا يزيدهم جهل الجهال إلا حلما.
كان بلال الأجوري صاحباً للإمام أحمد فتكلم عن أبي حنيفة - رضي الله عنه - فأعرض الإمام أحمد عنه. (1)
والأئمة كانوا يشددون على المخطئ حتى لا يشيع خطؤه بين الناس، وبلال الأجوري كان معظماً لأبي حنيفة - رضي الله عنه -فلما أعرض عنه الإمام أحمد، قال له: كان بول أبي حنيفة أكبر من ملء الأرض مثلك. يقول: فنظر إليَّ وقال: سلام عليك، ومضى.
فلما كان من السَّحر، بكرت إليه فقلت: يا أبا عبد الله، إنَّ الذي كان منِّي كان على غير تعمد فأرجو أن تجعلني في حل.
(1) والناس قسمان في ذلك، قسم يعظمه لدرجة عالية فيرون مذهبه هو مذهب الحق ويرون كل الفقهاء عيالا على أبي حنيفة - رضي الله عنه -، وقسم آخر بالغ في القدح فيه حتى رموه بالكفر لما علم عن مذهبه في قضية الإيمان حتى رموه بالإرجاء، لأنه يقول: إن الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ولما يترتب على ذلك من تأخيره العمل عن الإيمان، والمسألة اختلف معه فيها أئمة أهل السنة (في ظاهرها)، وإن كان في المآل يتحد كلامه مع أهل السنة.
اسم الکتاب : الأخوة أيها الإخوة المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 154