اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 96
وهذا سعيد بن محمد الملياني الغربي المالكي كان من أعيان المالكية (ت ا 77 هـ) (خيِّرًا متحرزًا من سَماع الغيبة، لا يُمَكَن أحدًا يستغيب، فإن لم يسمع نهيَه مَن في المجلس خرج مِن المجلس، ومات على ذلك رحمه الله) [1].
* * *
ونقفز إلى عصرنا الحاضر، لنطالع سيرة رجل من أفذاذ الرجال، وجِهْبِذ [2] من جهابذة العلماء، إنه العلامة القرآني محمد الأمين بن محمد الختار الشنقيطي رحمه الله تعالى، الذي اختُصَّ بهذا الخلق العزيز؛ وهو شدة التجافي عن الوقوع في أعراض الناس، فقد كان لا يسمح لأحد أن يغتاب في مجلسه مهما كان قدره، كأنه كان محاربًا مرابطًا على ثغرة، لا يُمَكِّن أحدًا من الاقتراب من محارم الله بانتهاش أعراض الناس، يحمي بذلك نفسه من الإثم، ويحفظ مجلسه نقيًا طاهرًا، ويؤدِّبُ من يلوذون به على ضبط النفس، وإشغالها بما ينفع، ووقايتها مما يضر.
قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس في ترجمته رحمه الله:
(وحدثني ابنه عبد الله عنه أنه قال في معرض التحذير من أعراض الناس:
" قتل الأولاد وأخذ الأموال أهون من أخذ الحسنات لشايب كبير "؛ يعني نفسه -رحمه الله-، وهو تحذير من الغيبة.
وحدثني أيضا: (أن رجلاً كبيرًا اغتاب عنده رجلاً، فنهاه، فقال المغتاب:
(1) " السابق " (2/ 232). [2] الجهبذ: هو النقاد الخبير.
اسم الکتاب : الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 96