اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 423
* وقال أيضًا رحمه الله: والله لقد أدركت أقوامًا وصحبت طوائف منهم ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، ولهي كانت أهون في أعينهم من هذا التراب، كان أحدهم يعيش خمسين سنة لم يطو له ثوب قط، ولا نصب له قدر، ولا جعل بينه وبين الأرض شيئًا، ولا أمر في بيته بصنعة طعام قط، فإذا كان الليل فقيام على أطرافهم يفترشون وجوههم تجري دموعهم على خدودهم، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، كانوا إذا عملوا الحسنة دأبوا في شكرها وسألوا الله أن يقبلها، وإذا عملوا السيئة أحزنتهم وسألوا الله أن يغفرها، فما زالوا كذلك على ذلك فوالله ما سلموا من الذنوب ولا نجوا إلا بالمغفرة، وإنكم أصبحتم في أجل منقوص، والعمل محفوظ، والموت والله في رقابكم، والنار بين أيديكم، فتوقعوا قضاء الله - عزَّ وجلَّ - في كل يوم وليلة. [الزهد للإمام أحمد / 481].
* وعن سفيان الثوري رحمه الله قال: إن هؤلاء الملوك قد تركوا لكم الآخرة، فاتركوا لهم الدُّنيا. [السير (تهذيبه) 2/ 700].
* وقال رجل لسفيان الثوري رحمه الله: أوصني، قال: اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، وللآخرة بقدر بقائك فيها، والسلام. [الحلية (تهذيبه) 2/ 400].
* وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: رَهبَةُ العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادتُه في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة. [السير (تهذيبه) 2/ 774].
* وقال أيضًا رحمه الله: لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي حلالًا، لا أحاسب بها في الآخرة، لكنت أتقذرها، كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مرَّ بها أن تصيب ثوبه. [موسوعة ابن أبي الدنيا 2/ 551، الحلية (تهذيبه) 3/ 9].
* وقال أيضًا رحمه الله: ليست الدار دار إقامة، وإنما أهبط آدم إليها عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه ويمرر عليه بالجوع مرة وبالعري مرة وبالحاجة مرة؟ كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرة حضيضًا، ومرة صبرًا، وإنما تريد بذلك ما هو خير له. [الحلية (تهذيبه) 3/ 10].
* وقال أيضًا رحمه الله: مالكم وللملوك؟ ما أعظم منّتَهم عليكم، قد تركوا لكم طريق الآخرة، فاركبوا طريق الآخرة، ولكن لا ترضون، تبيعونهم بالدنيا
اسم الکتاب : حياة السلف بين القول والعمل المؤلف : الطيار، أحمد الجزء : 1 صفحة : 423