responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 280
والفقير وآخرتهما أيضا، ولن تجد هذا الربط المحكم بين الدنيا والآخرة في عالم الاقتصاد، إلا في النظام الاقتصادي في الإسلام.
والمسلم الحق كريم مهما كان فقيرا، ومهما كان عطاؤه قليلا، فحسب الإسلام منه أن تنبجس في نفسه عاطفة الرحمة بمن هو أفقر منه، ويحس ما يعانيه غيره من ألم وحرمان. ومن أجل ذلك جاءت النصوص تحض الفقراء على الإنفاق القليل، حسب استطاعتهم، لتبقى نفوسهم ريا بنداوة المشاركة الوجدانية لإخوانهم، ووعد الله هؤلاء المنفقين، على إقلالهم وعسرتهم، بتثمير صدقتهم وتنميتها حتى تصبح كالطود الشامخ، شريطة أن تكون من كسب حلال:
((من تصدق بعدل تمرة [1] من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب،
فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها يصاحبها كما يربي أحدكم فلوه [2]، حتى تكون مثل الجبل)) [3].
ولكيلا تنغلق النفس، وتحتجب عن المشاركة الوجدانية في المجتمع، ولكيلا تجف ينابيع الخير والرحمة والتعاطف فيها، دعاها الرسول الكريم إلى الإنفاق اليسير مهما كانت مقلة معسرة، وحذرها من السلبية والانغلاق والإمسلك، لأن في ذلك مهلكة وبوارا وعذابا، فقال:
((اتقوا النار ولو بشق تمرة)) [4].
لقد أراد الله للمسلم أن يكون عنصر بناء ومنفعة وخير في مجتمعه، يفيض دوما بخيره على الناس، سواء أكان غنيا أم فقيرا، ومن هنا جاء الهدي

[1] أي بقيمتها.
[2] أي مهره.
[3] متفق عليه.
[4] رواه البخاري.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست