responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 281
النبوي حاضا الإنسان المسلم على فعل الخير، حسب قدرته وإمكاناته، وجعل له في كل فعل للخير صدقة:
((على كل مسلم صدقة، فقالوا: يا نبى الله، فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده، فينفع نفسه ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: فليعمل بالمعروف، ويمسك عن الشر، فإن له صدقة)) [1].
لقد وسع الإسلام دائرة الخير، ليلجها كل مسلم، فلا يحس الفقير المعدم أنه محروم من المشاركة الاجتماعية الخيرة، لصفر يده [2] من المال، ففتح له أبواب هذه المشاركة، بجعل كل عمل نافع يقوم به صدقة له، يثاب عليها كما يثاب الغني على إنفاقه: ((كل معروف صدقة)) [3].
وبذلك ضمن مشاركة جميع الأفراد في بناء المجتمع وخدمته وتحسينه، وأدخل على قلوب أبنائه جميعا الراحة والسرور والابتهاج بهذه المشاركة التي ترد للإنسان اعتباره وتحفظ كرامته وتحقق مثوبته.
ولقد كان الإسلام واقعيا رحيما بالمسلمين؛ إذ لم يكلفهم ما لا يطيقون، ولم يطلب منهم إلا أن يبذلوا فضول أموالهم، ولم يلم ذوي الكفاف، وآثر لهم أن يكفوا حاجتهم بأنفسهم؛ إذ اليد العليا في الإسلام خير من اليد السفلى، أما ما زاد عن الحاجة فهو داخل في باب المنافسة في الكرم، والمسلم الحق لا يمسك في وجه من وجوه الخيرة لأنه تعلم من هدي دينه أن في بذله خيرا، وفي إمساكه شرا،

[1] متفق عليه.
[2] أي لخلوها.
[3] متفق عليه.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست