responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 279
((إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكلذا في حق))، ثم عرض لهما أحد، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا ذر))، فأجابه: لبيك رسول الله وسعديك وأنا فداؤك، قال: ((ما يسرني أن أحدا لآل محمد ذهبا، فيمسي عندهم دينار، أو قال، مثقال .... )) [1].
وهذا ما يفسر موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أغنياء قريش حينما استراحوا من عناء الفتوح، وأقبلوا على التجارة يثمرون بها أموالهم، فأثروا ثراء فزع عليهم منه عمر فقال:
((ألا إن قريشا يريدون أن يجعلوا مال الله دولة بينهم، أما وابن الخطاب
حي، فلا، ألا وإني واقف لهم في حرة المدينة، فآخذ بحجزاتهم أن يتهافتوا في النار)) [2].
إن تجميع الثروة في أيد قليلة أمر يرفضه الإسلام؛ لأن تجميعها في تلك الأيدي القليلة معناه انحسارها عن الأيدي الكثيرة في المجتمع، وهنا يكون الاختلال، وتكون الطبقية، ويكون الاستغلال، ويكون الظلم، وهذا كله حرام في مجتمع الإسلام.
هذه واحدة، والثانية أن عمر بن الخطاب أعلن أنه سيقف لهم في حرة المدينة ليأخذ على أيديهم، ويحول بينهم وبين الاحتكار والكنز، إنقاذا لهم أن يتهافتوا في النار، لا انتقاما منهم وحسدا على ما في أيديهم، كما توسوس به النظم المادية التي تذكي في نفوس الفقراء الحقد والضغينة وحب الانتقام من الأغنياء؛ فالعدالة الاجتماعية مقصودة في الإسلام لخير الغني والفقير سواء، ومنذ بداية الطريق، قبل أن تتفاقم الأمور، وتختل الموازين، وتمتلئ بالحقد الصدور، وهي مقصدة أيضا لأن فيها صلاح دنيا الغني

[1] رواه البخاري ومسلم.
[2] انظر: أخبار عمر للطنطاوي: 265.
اسم الکتاب : شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف : الهاشمي، محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست