أخرج، ولا أصلي"، فأمر الأمير رجلًا خطب، وكتب بما جرى إلى المنصور، فطلب القاضي إليه، فَأُحْضِرَ، فقال له: "تَنَصَّلْ، وأعفو عنك"، فامتنع، فأمر، فَعُلِّقَ في الشمس إلى أن مات، وكان يستغيث العطش، فلم يُسْقَ، ثم صلبوه على خشبة، فلعنة الله على الظالمين) اهـ [1].
يقول إقبال:
ليس يدنو الخوفُ منه أبدًا ... ليس غيرَ الله يخشى أحدا
لحنه في القلب نارًا أشعلا ... من قيود الزوج والولد خلا
معرض عما سوى الله الأحد ... يضع السكين في حلق الولد
وهذا الشاعر "وليد الأعظمي" ينشد في "أغاني المعركة":
مهما تمطى ليلنا الأسودُ
مهما استبد الظالم "السيد"
مهما عتا الأقزام والأعبدُ
ولوَّحوا بالقيد أو هددوا
عن نصرة الإسلام هل نقعدُ
كلا، سنبقى دائمًا ننشدُ
بفجره لابد أن يأتي الغدُ
...
آخر:
نحن عصبة الإله ... دينُه لنا وطن
نحن جند مصطفاه ... نستخف بالمحن
الداعية المسلم: لا أرض تحده، ولا العذاب يرهبه.
(1) "سير أعلام النبلاء" (5/ 374).