كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفوه منها لأنفسهم".
وخلف "يحيى بن معين" من الكتب مائة قمطر وأربعة عشر قمطرًا وأربعة حباب شرابية مملوءة كتبًا.
وقال ابن حجر عن ابن الملقن: (وكان يقتني الكتب، بلغني أنه حضر في الطاعون العام بيع كتب شخص من المحدثين، فكان وصيه لا يبيع إلا بالنقد الحاضر، قال: فتوجهت إلى منزلي فأخذت كيسًا من الدراهم ودخلت الحلقة فصببته فصرت لا أزيد في الكتاب شيئًا إلا قال: بع له، فكان فيما اشتريت "مسند الإمام أحمد" بثلاثين درهمًا ... ).
والقاضي عبد الرحيم بن علي اللخمي قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء": (وبلغنا أن كتبه التي ملكها بلغت مئة ألف مجلد، وكان يحصلها من سائر البلاد).
ومحمد بن عبد الله السلمي المرسي الأندلسي (كتب وقرأ وجمع من الكتب النفيسة كثيرًا، ومهما فتح به عليه صرفه في ثمن الكتب .. ).
وقال الأدفوي: حكى لي شيخنا قَاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن جماعة أنه كان عنده أمين الحكم بالقاهرة، وكان في اجتهاد في تحصيل مال اليتيم، قال شيخنا فأحضر عندي مرة الشيخ "تقي الدين ابن دقيق العيد" وادعى بدين عليه للأيتام، فتوسطت بينهما، وقررت معه أن تكون جامكية المدرسة الكاملية -أي: ما يأخذه من أجر مقابل تدريسه فيها- للدين، وتترك للشيخ جامكية الفاضلية لنفقاته، ثم قال له قاضي القضاة: "أنا أشح عليك بسبب الاستدانة"، فقال ابن دقيق العيد: "ما يوقعني في ذلك إلا محبةُ الكتب".