ينوب عن بعض لتشابهه، فالظاهر أنه يجمع بينه، ومثاله: أذكار الركوع والسجود والنوم.
فإن قال قائل: في أذكار النوم ذكر حذيفة [1] - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول دعاء كذا وكذا، وذكر البرآء [2] - رضي الله عنه - أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول كذا وكذا، فالظاهر الإفراد؟.
فيقال: ليس هذا واضحًا لجواز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أسمع هذا ما لم يسمعه ذاك، والله أعلم. ا. هـ. من تعليقه على كتاب الدعوات من صحيح البخاري: (الشريط الأول/ الوجه الثاني).ا. هـ. [1] هو: حذيفة بن اليمان (واليمان لقبه واسمه: حسيل ويقال حسل) أبو عبد الله العبسي. من كبار الصحابة، وصاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. أسلم هو وأبوه وأرادا شهود بدر فصدهما المشركون، وشهد أحدًا فاستشهد اليمان بها. شهد حذيفة الخندق وما بعدها، كما شهد فتوح العراق، وله بها آثار شهيرة. خيره النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة. استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد بيعة علي بأربعين يومًا. روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الكثير، وعن عمر، وروى عنه جابر وجندب وعبد الله بن يزيد وآخرون. انظر: تهذيب التهذيب 2/ 219، والإصابة 1/ 317؛ والأعلام للزركلي 2/ 180. [2] هو: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي، أبو عمارة، الخزرجي الأنصاري. قائد صحابي، من أصحاب الفتوح. أسلم صغيرًا، وغزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة غزوة، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر وعمر وعلي وبلال غييرهم - رضي الله عنهم -. وعنه عبد الله بن زيد الخطمي وأبو جحيفة وابن أبي ليلى وغيرهم. ولما ولي عثمان الخلافة جعله أميرًا على الري (بفارس) سنة 24. أنظر: الإصابة 1/ 142، وأسد الغابة 1/ 171، وتهذيب التهذيب 1/ 425، والأعلام 2/ 14.