قال أبو محمد: وأما جمع الأذكار في غير هذا المقام ففيه تفصيل، قال شيخنا المحرر ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه على البخاري، وقد سئل هل أذكار النوم تقال كلها؟
فأجاب - رحمه الله -: الذي يظهر لي أن هذا على أقسام:
الأول: ما دلت السنة على إفراده، ومثاله الاستفتاح فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأله أبو هريرة - رضي الله عنه - لم يذكر له إلا دعاء واحدا.
قلت: يعني شيخنا ما أخرجه البخاري من طريق عمارة بن القعقاع قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاته - قال أحسبه قال هنية - فقلت بأبي وأمي يا رسول الله إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال أقول «اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسل خطاياي بالماء والثل والبرد». [1] وأخرجه مسلم أيضا [2].
الثاني: ما كان ظاهره أن بعضه ينوب عن بعض للتشابه بينهما؛ كالتسبيح بعد الصلوات، فإنه لا يجمع بين التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين، ثم التهليل واحدة، مع التهليل والتسبيح والتحميد والتكبير خمسا وعشرين.
الثالث: ما لم تدل السنة على إفراده. وليس ظاهره أن بعضه [1] أخرجه البخاري. (رقم 744 و 711). [2] (رقم: 147) وأخرجه أحمد (رقم: 7164) وأبو داود (رقم: 781) والنسائي (رقم: 60) وابن ماجه (رقم: 805) والدرامي (رقم: 1244).