اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190
ما قاله المستورد القرشي عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس , فقال له عمرو: أبصر ما تقول: قال أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لئن قلت ذلك , فإن فيهم لخصالاً أربعاً: إنهم لأحلم الناس عند فتنة , وأسرعهم إفاقة عند مصيبة , وأُوشكهم كرة بعد فره , وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف , وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم من ظلم الملوك [1] وكلها صفات مدح وثناء والدعوة إلى الاقتداء , وأقربها إلى دراستنا هذه الصفة الخامسة ((وأمنعهم من ظلم الملوك)) فالنهج الإسلامي الصحيح, جواز التأسي بكل من أحسن في إحسانه , وكل من أجاد في إجادته وكل من أصاب في إصابته , والميزان هو: ما يوافق الإسلام ويخدمه وما ينفع المسلمين ويخدم مصالحهم.
وعلى هذا الأساس صار الصحابة والخلفاء الراشدون , فاقتبسوا واستفادوا , بلا تحرج ولا تنطع والأمثلة كثيرة في هذا المجال [2].
لقد عرف العصر الحديث تطورات هائلة وتجارب غنية من النظم السياسية والإدارية وخاصة في مجال تشكيل المؤسسات المكلفة بتدبير الشؤون العامة وتسييرها ومجمل هذه التطورات والتجارب والأنماط التنظيمية يمكن دراستها والاستفادة منها وننظر في جدواها ونتائجها , ثم نأخذ منها كثيراً أو قليلاً واسوا سمي ذلك ديمقراطية أو أساليب ديمقراطية , أو اقتباساً ديمقراطياً , أو نهجاً ديمقراطياً , فالعبرة بالمسميات , لا بالأسماء وبالمعاني لا بالألفاظ وبالمحتويات لا بالمصطلحات , وبالمقاصد والجواهر لا بالوسائل والمظاهر , كما يقول ابن القيم: فإن الاعتبار بالمقاصد والمعاني في الأقوال والأفعال [3].
- هل نستفيد من الديمقراطية:
إن الوسائل والموازين والطرق إنما تكتسب مشروعيتها وأهميتها ومكانتها من خلال ما تحققه وتفضي إليه. [1] - مسلم ,ك الفتن وأشراط الساعة. [2] - الشورى للريسوني ص 153. [3] - أعلام الموقعين (3\ 181).
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190