اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 191
قال ابن القيم: فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط , وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض فإذا ظهرت أمارات الحق , وقامت أدلة العقل وأسفر صبحه بأي طريق كان , فثم شرع الله ودينه ورضاه وأمره والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته أماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدل وأظهر بل بين بما شرعه من الطرق أن مقصودة إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط , فأي طريق استخرج به الحق ومعرفة العدل , وجب الحكم بموجبها ومقتضاها والطرق أسباب ووسائل لا تُرد لذواتها وإنما المراد غاياتها [1].
إن الأخذ من النظم الديمقراطية، أو الأخذ بالديمقراطية مع تهذيبها وترشيدها، وإنما هو من باب طلب الحكمة أنى وجدت وهو من باب السياسة الشرعية الرشيدة والسياسة الشرعية , كما يقول ابن عقيل - هي ما كان من الأفعال بحيث يكون الناس معه أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد، وإن لم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نزل به وحي [2].
وحينما نقرر الاستفادة من التجارب والنظم الديمقراطية , فليس لأحد أن يقول لنا خذوا الديمقراطية جملة أو دعوها أو اقبلوا الديمقراطية على علاَّتها أو ((خذوا هذا النموذج بحذافيره)). أو ((خذوا الديمقراطية الغربية بحلوها ومرّها [3] لئن الديمقراطية عند أهلها إنما هي تجربة إنسانية قابلة للنقد والأخذ والعطاء وهم معترفون بأن فيها عيوب ونقائص وآفات [4]. [1] - أعلام الموقعين (4\ 373) الطرق الحكمية ص 21. [2] - أعلام الموقعين (4\ 372). [3] - الشورى للريسوني ص 167. [4] - المصدر نفسه ص 167.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 191