اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 188
ويمكننا اعتماد جميع التدابير والأحكام التي تحقق وتخدم الشورى, ومصلحة ممارسة الشورى, ومصلحة إقامة حياة شورية وعلاقات شورية, فكل ما يدخل في هذا الباب فهو واجب أو مندوب لأنه مصلحة مرسلة, فتحديد المستشارين, وتحديد شروطهم بدقة, ومراجعة هذا وذاك على فترات زمنية محددة, وتحديد مواعيد دورية للشورى, وتأسيس هيئات شورية متعددة, علمية وقضائية وسياسية وعسكرية ومالية والتحديد المسبق لمن يختارون الإمام.
وطريقة تشاورهم واختيارهم له وكذلك كيفية عزله وشروط ذلك, وجعل رواتب لأهل الشورى, إذا شغلهم ذلك عن مكاسبهم كل هذه وأشياء غيرها, تدخل في باب المصالح المرسلة التي يتعين الأخذ بها كلما دعت الحاجة إلى ذلك [1].
س: الاقتباس لما فيه مصلحة وخير:
كان المسلمون يقتبسون من غيرهم كل ما ينفعهم ويصلح لهم مما لا يتعارض مع دينهم, بل إن القرآن الكريم يعلمنا أن نقتبس ونستفيد حتى من غير الإنسان, فقد استفاد نبي الله سليمان عليه السلام من الهدهد وكان في ذلك فتح مبين وخير عميم قال تعالى: " فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ" (النمل , آية: 22) وكانت عاقبة هذا النبأ اليقين, هي إعلان الملكة بلقيس إيمانها وإسلامها مع كل ما يستتبع ذلك من تحول تاريخي في ملكها ومملكتها قال تعالى: " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (النمل. آية: 44). [1] - الشورى في معركة البناء ص 149.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 188