اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 187
ب- قاعدة سد الذرائع:
وفي موضوع الشورى, نجد عمر أيضاً أول من استعمل سد الذرائع وذلك حين رفض استخلاف ولده عبد الله, وحتى حين أدخله للحضور مع الستة أصحاب الشورى اشترط ألا يكون له من الأمر شيء وإنما لمجرد الرأي والترجيح عند الاقتضاء وكذلك استبعد من هذا الأمر ابن عمه سعيد بن زيد رغم أنه من المبشرين بالجنة مثل الستة أصحاب الشورى, فعمر رضي الله عنه, كان يخشى إن يتولى بعده أحد قرابته, رغم أهليته أن يتخذ ذلك ذريعة لتوريث الخلافة, وجعلها دولة بين الآباء والأبناء والأجداد والأحفاد ومع هذا فإن المحذور حصل ولو بعد حين, ولو أن قاعدة سد الذرائع قد أعملت في مجال النظام السياسي ومؤسساته وتدبير شؤونه, لأغلقت الباب على كثير مما أصاب الممارسة السياسية في تاريخنا من التلاعب والتعطيل والتضليل والإفساد والاستبداد [1].
ج- المصالح المرسلة: وهذا أصل كبير من أصول التشريع الإسلامي, وهو يقوم على أساس أن الشريعة وأحكامها, إنما هي لمصلحة العباد في دينهم ودنياهم وأن مدار أحكامها على جلب ما فيه مصلحة حقيقية لهم ودرء ما فيه مفسدة حقيقية لهم, عاجلة أو آجلة [2] , كما يقول ابن القيم: فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد, وهي عدل كلها, ورحمه كلها, ومصالح كلها, وحكمة كلها, فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور, وعن الرحمة إلى ضدها, وعن المصلحة إلى المفسدة وعن الحكمة إلى العبث, فليست من الشريعة, وإن أدخلت فيها بالتأويل [3]. [1] - الشورى في معركة البناء ص 146. [2] - المصدر نفسه ص 147. [3] - أعلام الموقعين (3\ 3).
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 187