اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 172
وفي غزوة حنين حينما أراد عليه الصلاة والسلام أن يمن على قبيلة هوازن , ويرد عليهم سبيهم، دعا أصحابه المقاتلين معه وعرض عليهم الأمر قائلاً: أما بعد فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين , وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم , فمن أحب منكم أن يطيب ... ذلك فليفعل ومن أحب أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يضئ الله علينا فليفعل فقال الناس: قد طبنا بذلك يارسول الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن , فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم. فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا [1].
والذي يعنينا - في هذا المقام - هو أن هؤلاء النقباء والعرفاء كانوا نتيجة انتخاب اجتماعي تلقائي , ناجم عن مكانتهم وأهليتهم من جهة وعن رضى الناس بهم من جهة أخرى فلم يكن أحد يرسلهم إليهم أو يفرضهم عليهم , بل كانوا هم الذين يخرجونهم منهم وجاءت سنة الخلفاء الراشدين وفقاً للسنة النبوية , فكان الخلفاء إذا أرادوا أن يستشيروا في أمر ديني أو دنيوي جمعوا وجوه الناس ورؤوسهم [2].
على أن تفضيل هذه الطريقة واعتمادها طريقة أصلية , لا ينبغي أن يكون مانعاً من اعتماد طريقة التعيين على سبيل الاستدراك وسد النقص , فهذه الطريقة أيضاً يمكن العمل بها وفق حدود وضوابط تحقق فائدتها دون أن تتحول طريقاً للاستبداد والتحكم , كما أن طريقة التعيين قد تكون في بعض الحالات هي الطريقة السليمة والمثلي كما في اختيار خواص المستشارين, وأعضاء بعض المجالس - أو اللجان - الاستشارية المتخصصة في شؤون أمنية أو عسكرية أو اقتصاديه .. أو نحو ذلك من الاختصاصات الصرفة [3]. [1] - الشورى في المعركة البناء ص 72. [2] - المصدر نفسه ص 73. [3] - المصدر نفسه ص 74.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 172