اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 171
ولضمان سلامة انتخاب مجلس الشورى , انتخاب الأكفاء المخلصين لعضويته لا يكفي وضع نظام لهذا الانتخاب , بل لابد من إشاعة المفاهيم الإسلامية , ورفع المستوى الأخلاقي في الأمة , وتربية الأفراد على مخافة الله وتقواه حتى لا ينتخبوا إلا الأصلح وليقوم من تنتخبه الأمة بواجبه كما يأمر الإسلام [1].
إن طريقة الانتخاب المباشر هي الأكثر اعتمادأ في السيرة النبوية وفي سيرة الخلفاء الراشدين , ففي هذه الحقبة النموذجية كان الزعماء والوجهاء والمستشارون والمقدمون هم الذين ينبثقون ويقدمون في أقوامهم وعشائرهم ومدنهم وقراهم بشكل طبيعي طوعي , وهم الذين يحظون بالتقدير التلقائي والاختياري لعموم الناس , فيكون جمهور الناس هو الذي انتخبهم ورضي بهم فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الزعماء والوجهاء والنقباء الذين اختارهم أقوامهم وتبوؤوا مكانتهم تلك برضاهم بهم وتقديمهم إياهم [2].
ففي بيعة العقبة الثانية قال عليه الصلاة والسلام للأوس والخزرج: اخرجوا لي اثني عشر نقيباً منكم يكونون على قومهم , فأخرجوا منهم اثني عشر نقيباً منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس [3].
- ونلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين النقباء , إنما ترك طريق اختيارهم إلى الذين بايعوا فإنهم سيكونون عليهم مسؤولين وكفلاء، والأولى أن يختار الإنسان من يكفله ويقوم بأمره، وهذا أمر شوري، وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يمارسوا الشورى عمليا من خلال اختيارهم نقبائهم.
- التمثيل النسبي في الاختيار , فمن المعلوم أن الذين حضروا البيعة من الخزرج , أكثر من الذين حضروا البيعة من الأوس , ثلاثة أضعاف من الأوس , بل يزيدون ولذلك كان النقباء ثلاثة من الأوس , وتسعة من الخزرج [4]. [1] - المصدر نفسه ص 21. [2] - الشورى في معركة البناء ص 72. [3] - السيرة النبوية للصلابي (1\ 426). [4] - المصدر نفسه (1\ 430,431).
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 171