اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 173
إن شؤون الحياة متعددة , ولكل شأن منها أناس هم المختصون فيه وهم أهل معرفته , ومعرفة مايجب أن يكون عليه , ففي الأمة جانب القوة وفي الأمة جانب القضاء وفض المنازعات وحسم الخصومات , وفيها جانب المال والاقتصاد , وفيها جانب السياسية وتدبير الشؤون الداخلية والخارجية , وفيها جانب الفنون الإدارية وفيها جانب التعليم والتربية , وفيها جانب الهندسة , وفيها جانب العلوم والمعارف الإنسانية وفيها غير ذلك من الجوانب ولكل جانب أناس عرفوا فيه بنضح الآراء وعظيم الآثار وطول الخبرة , والمران هؤلاء هم أهل الشورى في الشؤون المختلفة وهم الذين يجب على الأمة أن تعرفهم بآثارهم وتمنحها ثقتها , وتنيبهم عنها في الرأي وهم الذين يرجع إليهم الحاكم لأخذ رأيهم واستشارتهم , وهم الوسيلة الدائمة في نظر الإسلام لمعرفة ما تسوس به الأمة أمورها , مما لم يرد في المصادر الشرعية ويحتاج إلى اجتهاد [1] , ولذلك ينبغي أن يعتمد في الشورى على أصحاب الاختصاص والخبرة في المسائل المعروضة التي تحتاج إلى نوع من المعرفة ففي شؤون الدين والأحكام يستشار علماء الدين وفي شؤون العمران والهندسة يستشار المهندسون , وفي شؤون الصناعة يستشار خبراء الصناعة , وفي شؤون التجارة يستشار خبراء التجارة , وفي شؤون الزراعة يستشار خبراء الزراعة وهكذا وهنا لابد من توجيه الأنظار إلى أنه من الضروري أن يكون علماء الدين قاسماً مشتركاً في هذه الشؤون , حتى لا يخرج المستشارون من تقرير السياسات المتنوعة عن حدود الشريعة. [1] - الدولة الزنكية للصلابي ص 258.
اسم الکتاب : الشورى فريضة إسلامية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 173