اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 58
وسلم- يقول: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) , فقلت: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ , قال: (إنه كان حريصًا على قتل صاحبه) [1].
وعن القتال في الفتنة، مثل حديث أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به) [2] , أي: من وجد عاصماً وموضعاً يلتجئ إليه ويعتزل فيه فليعتزل [3] , فهي فيما إذا لم يتبين للإنسان الحق في القتال ففي هذه الحالة عليه أن يعتزل، أما إذا تبيَّن له وجه الحق فعليه أن ينصر الحق كما فعل الصحابة أيام الفتنة مع العلم بأن عزل الحاكم الفاسد بالطرق السلمية ليس فيه قتال.
وأما الأحاديث الدالة على أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، فليس كل فاجر مؤيدًا للدين وإنما معنى الحديث أنهم في بعض المواقف قد يكون لهم مواقف حسنة تؤيد الدين وتنصره، كما [1] متفق: البخاري: صحيح البخاري , كتاب الإيمان, باب: 22 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ... ) , وابن حجر: الفتح (1/ 85)،ومسلم: صحيح مسلم, كتاب: الفتن, رقم (2888) (4/ 2213)، ورواه ابن ماجة عن أبي موسى بنحوه في الفتن رقم (3964) (2/ 1311). [2] متفق عليه, البخاري: صحيح البخاري, كتاب الفتن, باب: 9، الفتح (13/ 30)، ومسلم: صحيح مسلم, كتاب الفتن, باب نزول الفتن كمواقع القطر ح (2886)، وروى نحوه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص في كتاب الفتن ح (2194) (4/ 486)، وأحمد في المسند (1/ 169). [3] انظر: ابن حجر: فتح الباري (13/ 30) بتصرف يسير.
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 58