اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 57
وخرج زيد بالكوفة داعياً إلى الإمامة، فقتل وصلب بالكناسة, فبايع أتباعه من بعده ابنه يحيى، فمضى إلى خراسان وقتل بالجوزجان بعد أن أوصى إلى محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن السبط الملقب بـ (النفس الزكية) فخرج بالحجاز وتلقب بالمهدي، وجاءته عساكر المنصور فقتل, وعهد إلى أخيه إبراهيم فقام بالبصرة ومعه عيسى بن زيد بن علي، فوجه إليهم المنصور عساكره، فهزم وقتل إبراهيم وعيسى [1].
ولقد كانت هذه السياسة التي انتهجها إمام المذهب نوراً يستضيء به الأتباع، حتى لقد ذهب الأشعري إلى أن الزيدية بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور، وإزالة الظلم، وإقامة الحق، وهي بأجمعها لا ترى الصلاة خلف الفاجر [2].
وبهذا يتبين لنا خطأ الذين يُحاولون تطبيق هذا على الأنظمة التي تجثم فوق صدور المسلمين.
وأما الأحاديث الناهية عن الاقتتال بين المسلمين، مثل حديث الأحنف بن قيس- رضي الله تعالى عنه- قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل- يعني على بن أبي طالب- رضي الله عنه- فلقيني أبو بكرة فقال أين تريد؟ , فقلت: أنصر هذا الرجل، فقال: ارجع فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وآله [1] مقدمة ابن خلدون، ص 200. [2] الأشعري، مقالات الإسلاميين (1/ 141).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان الجزء : 1 صفحة : 57