responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان    الجزء : 1  صفحة : 59
يدل على ذلك سبب الحديث وهو الرجل الذي كان يقاتل مع الرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فلما أصابه جرح قتل نفسه كما أنه ليس له علاقة بالحاكم.
وبهذا نجمع ما سبق من الآيات والأحاديث الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر وأدلة عزل الحاكم الفاسد فهذا وارد إذا توافرت شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هذه الشروط ألا يترتب على إنكار المنكر منكر أعظم منه، كما أن من شروطها الاستطاعة، وقد نهى رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- عن أن يذل المؤمن نفسه، فعن حذيفة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه) , قالوا: كيف يذل نفسه؟ , قال: (يتعرض من البلاء لما لا يطيق) [1].
وعلى كل حال فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عل كل حال بشروطه ودرجاته المعروفة.
مما سبق يتضح لنا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب باليد وباللسان وبالقلب بشرط القدوة والاستطاعة، وأنه لا يجوز إنكار المنكر بمنكر أكبر منه.
والحاكم الفاسد يجوز عزله إن أمكن بإحدى الطرق السلمية الآتية بشرط ألا يترتب على ذلك مفسدة أكبر، فإن لم يكن ذلك وجب المبالغة في الإنكار عليه والتحذير من ظلمه وبدعته حتى لو أدى الأمر إلى الاعتزال عن العمل معه والتعرض لأذاه فعن جابر- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه

[1] الترمذي: سنن الترمذي, الفتن, باب: 67 رقم (2254) , وقال: حسن غريب (4/ 523)، ورواه أحمد في المسند (5/ 405) والألباني: صحيح الترمذي رقم (2254).
اسم الکتاب : الطرق السلمية في تغير الحاكم الفاسد المؤلف : يحيى بن علي جغمان    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست