الذي يضر بالمظنون به، وكذا ما يقع في القلب بغير دليل، وذلك أن أوائل الظنون إنما هي خواطر لا يمكن دفعها، وما لا يُقدر عليه لا يُكلف به، ويؤيده حديث: «تجاوز الله للأمة عما حدثت به أنفسها» " [1].
قال البيهقي: "أراد أن ظن القبيح بالمسلم كهمزه، ولمزه والسخريةِ والهزء به نُهي عنه، وأخبر أنه إثم، ونهى عنه وعن التجسس، وهو تتبع أحواله في خلواته وجوف داره والتعرف لها، فإن ذلك إذا بلغه ساءه وشق عليه، فكان التعرض له من باب الأذى الذي لا موجب له، ولا مرخص فيه ... قال سهل بن عبد الله: (من أراد أن يسلم من الغيبة، فليسد على نفسه باب الظنون، فمن سلم من الظن سلم من التجسس، ومن سلم من التجسس سلم من الغيبة، ومن سلم من الغيبة سلم من الزور، ومن سلم من الزور سلم من البهتان) [2].
ومثل هذا المعنى ورد في حديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد فيه ضعف؛ لكن معناه صحيح، وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «في الإنسان ثلاثة: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه [1] فتح الباري (10/ 481). [2] انظر البيهقي في شعب الإيمان (5/ 294، 316).