من الطيرة أن لا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد أن لا يبغي» [1].
ومما ينبغي أيضاً الابتعاد عما يجلب سوء الظن ويؤدي إليه، فليس من الحكمة أن يضع المرء نفسه في مواطن الشبهة ثم ينتظر من الناس أن يتلمسوا له المعاذير، ونبينا - صلى الله عليه وسلم - كان أبعد الناس عن مواطن الشبهة وسوء الظن، فهو النبي الذي يؤمن الناس بعصمته وتزكيته من قبل ربه، لكنه ورغم ذلك سعى في إظهار براءة حاله وسلامته، لما أتته زوجته صفية تزوره في معتكفه في المسجد في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت معه ساعة، ثم قامت تريد بيتها، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - معها يرافقها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: «على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي».
فقالا: سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً» [2]، وفيه "بيان شفقته - صلى الله عليه وسلم - على أمته [1] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 63)، وضعفه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير ح (8437). [2] أخرجه البخاري (2035).