وفي كل من الآيات الثلاث وعد الله أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عليهم وتطهيرهم وإتمام النعمة عليهم وإذهاب رجز الشيطان عنهم والربط على قلوبهم وتثبيت أقدامهم ودخل معهم في جميع ما وعدهم الله به {الذين اتبعوهم بإحسان}. وهذه البركات كلها نالتها أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لاتباعها وحبها لمحمد - صلى الله عليه وسلم -.
هود عليه السلام: [1] اعترض قوم هود عليه السلام على نبوته لأنه بشر وورد اعتراضهم في القرآن الكريم هكذا {ما نراك إلا بشرا مثلنا} (سورة هود: 27).
وكان هذا هو اعتراض الكفار على النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ قالوا {أبعث الله بشرا رسولا} (سورة الإسراء: 94).
وكان الأغنياء من قوم هود يقولون لهود: {وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي} (سورة هود: 27).
ومثل ذلك كان يقول المتكبرون في مكة لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: {أنؤمن كما آمن السفهاء} (سورة البقرة: 13).
والذين وصفهم هؤلاء الكفار المغرورون بالسفهاء رأي العالم أنهم هم الذين ملأوا الدنيا أمنا وسلاما ولقنوا درس المساواة وأمدوا جزيرة العرب ومصر وإيران والشام والعراق وفلسطين بالعلوم والحضارة. إذا كان هذا شأن اتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - فكيف بالنبي ومنصبه الرفيع العلي؟
قال هود للكفار من قومه: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك} (سورة هود: 31).
وقد وردت نفس الألفاظ في الآية رقم (50) من سورة الأنعام وجاء في أولها كلمة " قل " التي تدل على أن الله أمر نبيه بإبلاغ هذه الألفاظ للناس وذلك ليعلموا أن نبي الله لا يحب لنفسه السمعة الكاذبة بل يكفيه ما قدره الله له من ثناء صادق.
صالح عليه السلام[2]: أخبر الله تعالى بأن دعوة صالح عليه السلام إنما كانت تدور [1] عاش هود عليه السلام قبل إبراهيم عليه السلام. [2] عاش صالح عليه السلام قبل إبراهيم عليه السلام.