responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 59
ليتمّم مكارم الأخلاق.
صلاة تناسب ما بينك وبينه من القرب الّذي ما فاز به أحد، وتشاكل ما لديكما من الحبّ الّذي انفرد به في الأزل والأبد.
الماء من بين أصابعه، وتسبيح الحصى في كفّه، ومجيء الشجر لدعوته، وكذا شهادة الكتب المنزّلة، واتصافه بأنواع الكمالات، وما اشتمل عليه من محاسن الصفات:
لو لم تكن فيه آيات مبيّنة ... لكان منظره ينبيك بالخبر
(ليتمّم مكارم الأخلاق) قال الباجي: كانت العرب أحسن الناس أخلاقا بما بقي عندهم من شريعة إبراهيم، وكانوا ضلّوا بالكفر عن كثير منها؛ فبعث صلى الله عليه وسلم ليتمّم محاسن الأخلاق ببيان ما ضلّوا عنه، وبما قضي به في شرعه. انتهى.
وهذا مقتبس من حديث: «بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق» . رواه الإمام أحمد، والحاكم، والبيهقي؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقال الحاكم:
صحيح على شرط مسلم، ورواه الإمام مالك في «الموطّأ» بلاغا؛ بلفظ «إنّما بعثت ... الخ» .
(صلاة تناسب ما بينك وبينه من القرب) المعنويّ الذي هو قرب المكانة الرفيعة لا قرب المكان (الّذي ما فاز) - أي: ظفر- (به أحد) من الخلق، (و) صلاة (تشاكل) - أي: تشابه- (ما لديكما من الحبّ) : اسم من المحبّة، ومحبّة الله للعبد: إرادة تقريبه وإكرامه، ومحبّة العبد لله: معنى يجعله الله في قلبه، وهو تعلّق الهيبة والأنس، يعرف بآثاره ويظهر بأنواره، وهو الذي يقطع الوساوس، ويلذّ بالخدمة، ويسلّي عن المصائب، ويبعث على إيثار الحق على كلّ شيء، ولا يزال مجموعا على ربّه بكلّيّته؛ فبدنه للخدمة، وقلبه للذكر، وروحه للمحبّة، وسرّه للمشاهدة، وهو مقام الحبيب (الّذي انفرد به) ، ويعطي كلّ من أهّل له على مقدار ما قسم له منه؛ نبيّا كان أو وليّا. وقوله (في الأزل والأبد) الأزل: استمرار

اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست