responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 58
الّذي خصّصته بالسّيادة العامّة، فهو سيّد العالمين على الإطلاق، ورسولك الّذي بعثته بأحسن الشّمائل وأوضح الدّلائل؛ ...
ما هو ثابت له، وأسلم لله بما هو له لا سواه. وليس للعبد إلّا اسم العبد، ولذا كان «عبد الله» أحبّ الأسماء إلى الله تعالى، كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم. ولما خيّر صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا، أو نبيا عبدا؛ اختار أن يكون نبيا عبدا. فاختار ما هو الأتمّ والأحبّ إلى الله تعالى وما يضاف إليه، لأن النبي والعبد تصحّ إضافتهما، إذ يقال «نبيّ الله» و «عبد الله» ؛ بخلاف الملك؛ إذ لا يحسن أن يقال: «ملك الله» !! لما يوهم من عكس النسبة؛ قاله الفاسي.
(الّذي خصّصته بالسّيادة العامّة) على جميع المخلوقات- أي: جعلتها مقصورة عليه؛ أي: أعطيته هذه المرتبة دون غيره-، (فهو سيّد العالمين) :
جميع الخلق؛ الإنس والجنّ والملائكة وغيرهم في الدنيا والآخرة (على الإطلاق) من غير تقييد؛ ولا تخصيص، (ورسولك) المختصّ منك بالرّسالة الجامعة الكاملة المحيطة السارية في تضاعيف الوجود بالإمداد من عين الجود؛ المستولية على أطوار العوالم وحركات أدوارها، وإدراج جزئيّاتها في أسوار كلّيّاتها على الإحاطة والشمول؛ بحكم (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا) [79/ النساء] ، - أي: مطلقا لم تتقيّد بقيد- ولم تختصّ رسالته بمخصّص، فهو رسول للكافّة بالكافّة من الإمداد بمنافعهم؛ من وجود ونموّ ورزق وهداية، ودلالة على طرق رشادهم، وما هو الأصلح بهم في معاشهم ومعادهم، وما يلتحق بذلك من الرحمة المرسل بها بمقتضى (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (107) [الأنبياء] (الّذي بعثته بأحسن الشّمائل) : كريم الأخلاق، وجميل الأفعال، واستقامة الطريق.
والشمائل: جمع شمال- بالكسر- وهي الأخلاق والصفات المحمودة.
(و) بعثته ب (أوضح) - أي: أبين- (الدّلائل) ؛ أي: الحجج البالغة القاطعة، والبراهين الواضحة الساطعة؛ الدالّة على صدقه وصحّة نبوّته ورسالته دلالة واضحة، كانشقاق القمر، وتسليم الحجر والشجر، وحنين الجذع، ونبع

اسم الکتاب : منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) المؤلف : عبادى اللحجى، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست