اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 121
ربَّاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أدرى الناسِ بالرجال، فظهر منهم الجيلُ القرآني الفريد؛ "ما كان حديثًا يُفترى، ولا فُتُونًا يتردَّد، ذلك الحديث الذي رَوى به التاريخُ أنباءَ أعظم ثُلَّةٍ ظَهَرتْ في دنيا العقيدة والإيمان!! فالعظمةُ الباهرةُ لأولئك الرجال الشاهقين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستْ أساطير، وإن بدَت من فرْطِ إعجازها كالأساطير!!!.
إنها عظمةُ ما غَرَسه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم لتسموَ وتتألَّق، لا بقَدْرِ ما يريدُ لها الكُتَّابُ والواصفون، بل بقَدْرِ ما أراد لها أصحابُها وذَووها، وبقدْر ما بذَلوا في سبيل التفوق والكمال؛ مِن جَهدٍ خارقٍ مبرور.
ولا يزعم أيُّ إنسان لنفسِهِ القُدرةَ على تقديم هذه العظمةِ كاملةً .. إذ حَسبه أن يُومِئَ إلى علوِّ هِمَّتهم وسماتِ عظمتهم، ويتطلَّعَ إلى سمائها.
لم يشهدِ التاريخُ -ولنْ يشهد- رجالاً مِثلَ صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رباهم نبيُّهم ومعلِّمُهم - صلى الله عليه وسلم - على غاياتٍ تنهاتْ في العدالة والسموِّ، وعقدوا على ذلك عزْمَهم ونواياهم، ونَذَروا لها حياتَهم على نسَقٍ تناهى في الجَسارة والتضحية، والبذْل ومكارمِ الأَخلاق.
لقد جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الحياةَ وجاؤوا معه في أوانهم المرْتَقَب، ويومِهم الموعود؛ لقد كان أصحابُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ذخائرَ الله من خلْقه، وخيرَ قرونِ هذه الأمة.
كيف أنْجَزَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهم ومعهم ما أنجزه في بِضْع سنين؟! كيف دمدموا على العالَم بإمبراطوريَّاتِه وصَوْلَجَانه، وحَوَّلوه إلى كِثيبٍ مهيل؟!.
كيف شادوا بالقرآن -كلماتِ الله- عالَمًا جديدًا، يهتزُّ نَضْرةً ويتألقُّ
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين الجزء : 1 صفحة : 121