responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 122
عظمةً ويتفوَّقُ اقتدارًا؟!.
وقبل هذا كلِّه، وفوق هذا كلِّه: كيف استطاعوا في مِثْلِ سرعةِ الضوءِ أن يُضيؤوا الضميرَ الإِنسانيَّ بحقيقةِ التوحيد، ويكنِسوا منه إلى الأبد وثنية القرون؟!.
تلك هي معجزةُ نبيِّهم - صلى الله عليه وسلم - وكراماتهم الحقَّة.
إن معجزةَ المعجزاتِ تتمثَّل في تلك التربيةِ التي ربَّاهم نبيُّهم - صلى الله عليه وسلم - عليها وصاغ بها فضائلَهم، واعتصموا هُمْ بإيمانهم على نحوٍ يَجِلُّ عن النظير!!.
على أن كلَّ معجزاتِهم التي حقَّقوها، لم تكن سِوى انعكاسٍ متواضع للمعجزة الكبرى التي أهلَّتَ على الدنيا يومَ أَذِن الله لقرآنه الكريم أنه يتنزَّل، ولرسوله الأمين - صلى الله عليه وسلم - أن يُبلِّغ؛ ولموْكبِ الإِسلام أن يبدأ على طريقِ النور خُطاه!!.
لقد ربَّى الأمينُ -كلُّ الأمين- صلى الله عليه وسلم - أولئك الرجالَ الأبرار، لنستقبلَ فيهم أروعَ نماذجِ البشريةِ الفاضلةِ وأبهاها .. ولِنرى تحتَ الأسمالِ المتواضعةِ أسمى ما عرفتِ الدنيا من عظمةٍ ورُشد .. فللَّه درُّهم من كتائبِ حقٍّ طوْتِ العالَمَ بإيمانها، زاحمةً جوَّ السماء براياتها تُعلِنُ للكونِ كلِّه: كمْ كانت همَّةَ مَن ربَّاهم - صلى الله عليه وسلم - عاليةً .. وكم كانت شمائلُه غاليةً .. وكمْ كانت حياتُه ساميةً .. وكم كانت أمانته زاهية!!.
بأبي هوْ وأُمي!! كم علَتْ همَّته في البَذْل الذي بَذَل، والهَولِ الذي احتمل؛ لتحرير البشرية من وثنية الشركِ والضمير، وضياع المصير .. فجزاه الله خيرَ ما جزى نبيًّا عن أُمته .. وجَعَله أعلى النبيين درجة، وأَقربَهم منه وسيلةَ، وأعظمَهم عنده جاهًا، وتوفَّانا على ملَّته، وعرَّفَنا

اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست