responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 120
ربما عَظُم الرجُل في مَزِيَّةٍ من المزايا، فأحاط به الأصدقاءُ والمريدون من النابغين في تلك المزيَّة، كإحاطةِ الحكماءِ بسقراطَ .. بل ربَّما أحاط الصالحون بالنبي العظيم كما أحاط الحواريون بالمسيح - عليه السلام -، وكلُّهم من معدِنٍ واحدٍ وبيئة واحدة .. أمَّا عظمةُ العظَمات، فهي تلك التي تجذبُ إليها الأصحابَ النابغين في كلِّ معدنٍ وكلِّ طراز، بل تربِّي الأصحابَ، وتستشفُّ قدراتِ كلِّ منهم، وتؤهله لإبراز هذه المزية .. تربيةً تخرج رجالاً يتفاوتون في مزاياهم مثلَ التفاوتِ الذي بين أبي بكر وعمر، وبين عثمانَ وعلي، وبين خالدٍ ومعاذ، وأسامةَ وابنِ العاص؛ كلُّهم عظيم، وكلُّهم مع ذلك مُخالِفٌ في وَصْفِ العظمةِ لسواه.
تلك هي العظمةُ التي اتَّسعت آفاقها وتعدَّدت نواحيها، حتى أصبحت قُطْبًا جاذِبًا لكلِّ معدِن، وأصبحت تَجمع في تربيتها لأصحابها بين البأس والحِلْم، وحِنْكَة المسِنِّ وحَمِيَّة الشباب.

° ولله درُّ مَن قال:
يبني الرجالَ وغيرُهُ يبني القُرَى ... شَتَّانَ بين قُرًى وبين رجالِ

° لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصفى الناسِ بصيرةً، فاستخرج مكنوناتِ وذخائرَ الصحابة -كلٌّ على قَدْرِه-، صِدْقُ الصدَّيق، وحياءُ عثمان، وصراحةُ الفاروق وهيبته وشِدَّته، وزُهْدُ عليٍّ، وشجاعةُ الزبير، وأمانةُ أبي عبيدة، وسخاءُ طلحة، وتواضُع أبي ذَرٍّ، وحكمةُ أبي الدرداء، وعِلْمُ معاذ، وإيمانُ عمَّار، وعُلُوُّ هِمة سلْمان، وتبتُّل ابنِ مظعون، وصِدْقُ سعدِ ابنِ معاذ، وصلاحُ وجُودُ ابن الزبير .. وكلُّ خصلةٍ من هذه الخصال خيرٌ من الدنيا وما فيها.

اسم الکتاب : وا محمداه إن شانئك هو الأبتر المؤلف : العفاني، سيد حسين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست