اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 65
مسند إليَّ ظهره يقول: ((اللَّهم اغفر لي وارحمني, وألحقني بالرفيق الأعلى)) [1]، وكان - صلى الله عليه وسلم - متصلاً بربه، وراغباً فيما عنده, ومحبّاً للقائه, ومحبّاً لما يحبه سبحانه, ومن ذلك السواك؛ لأنه مطهرة للفم، مرضاة للربِّ، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((إن من نعم اللَّه عليَّ أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - توفي في بيتي, وفي يومي, وبين سحري [2] , ونحري [3]، وأن اللَّه جمع بين ريقي وريقه عند موته, دخل عليَّ عبد الرحمن [بن أبي بكر]، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -[إلى صدري] [4]، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك, فقلت: آخذه لك؟ ((فأشار برأسه أن نعم))، فتناولته فاشتدَّ عليه, وقلتُ: أُليّنه لك؟ ((فأشار برأسه أن نعم))، فلَيَّنْتُه، [وفي رواية: فقصمته, ثم مضغته [5]، [وفي رواية فقضمته، ونفضته، وطيّبته [6]، ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فاستنَّ به [7]، فما رأيت رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - استنَّ استناناً قَطُّ أحسنَ [1] البخاري، برقم 4440, و5664. [2] سحري: هو الصدر, وهو في الأصل: الرئة وما تعلق بها. الفتح، 8/ 139, والنووي، 15/ 218. [3] ونحري: النحر هو موضع النحر. الفتح، 8/ 139. [4] في البخاري، برقم 4438. [5] في البخاري، برقم 980. [6] طيبته: بالماء, ويحتمل أن يكون تطييبه تأكيداً للينه, الفتح، 8/ 139. [7] أي استاك به، وأمرَّه على أسنانه.
اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 65