اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 64
المبحث العاشر: اختياره - صلى الله عليه وسلم - الرفيق الأعلى
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخيَّر بين الدنيا والآخرة, فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بُحَّةٌ [1] [شديدة] يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [2]، قالت فظننته خُيِّرَ حينئذٍ [3].
وفي رواية عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو صحيح يقول: ((إنه لم يقبض نبي قط حتى يُرى مقعده من الجنة ثم يُخيَّر))، قالت: فلما نزل برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - [4] ورأسه على فخذي، غُشِيَ عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصرهُ إلى السقف، ثم قال: ((اللَّهم في الرفيق الأعلى))، فقلت: إذاً لا يختارنا, وعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح, قالت: فكان آخر كلمة تكلَّم بها رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهم مع الرفيق الأعلى)) [5]، وقالت - رضي الله عنها -: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو [1] البُحةُ: غِلظٌ في الصوت. انظر: شرح النووي، 15/ 219. [2] سورة النساء، الآية: 69. [3] البخاري، برقم 4436, و4437, و4463, و4586، و6348, و6509, ومسلم، برقم 2444. [4] وفي البخاري: ((فلما اشتكى وحضره القبض))، رقم 4437. [5] البخاري، برقم 4437, و4463 ومسلم، 2444.
اسم الکتاب : وداع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 64