responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 498
- المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ) هَلْ النَّهْيُ هُوَ عَنِ التَّمَاثِيْلِ المُجَسَّمَةِ (ذَاتِ الظِّلِّ) أَمْ عَنْ عُمُوْمِ الصُّوَرِ؟
الجَوَابُ: بَلْ عَنْ عُمُوْمِ الصُّوَرِ، وَبَيَانُ ذَلِكَ هُوَ مِنْ جِهَتَيْنِ:
1) مِنْ جِهَةِ اللُّغَةِ: أَنَّ الصُوْرَةَ تُطْلَقُ عَلَى التِّمْثَالِ، وَالعَكْسُ بِالعَكْسِ. قَالَ فِي لِسَانِ العَرَبِ: (التِّمْثَالُ: الصُوْرَةُ). [1] (2)
2) مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ: جَاءَ فِي الحَدِيْثِ النَّهْيُ عَنْ وُجُودِ الصُّوَرِ عَلَى السَّتَائِرِ وَغِيْرِهَا؛ وَهِيَ بِلَا شَكٍّ لَيْسَتْ مُجَسَّمَةً، كَمَا فِي الصَّحِيْحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً [3] لِي بِقِرَامٍ [4] فِيْهِ تَمَاثِيْلُ [5] -، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ وَقَالَ: (يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ الَّذِيْنَ يُضَاهُوْنَ بِخَلْقِ اللهِ)،قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ). (6)
قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ [7]: (وَلَا فَرْق فِي هَذَا كُلِّهِ بَيْنِ مَا لَهُ ظِلٌّ وَمَا لَا ظِلَّ لَهُ. هَذَا تَلْخِيْصُ مَذْهَبِنَا فِي المَسْأَلَةِ، وَبِمَعْنَاهُ قَالَ جَمَاهِيْرُ العُلَمَاءِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِيْنَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَهُوَ مَذْهَبُ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ بَعْض السَّلَفِ: إِنَّمَا يُنْهَى عَمَّا كَانَ لَهُ ظِلٌّ، وَلَا بَأْس بِالصُّوَرِ الَّتِيْ لَيْسَ لَهَا ظِلٌّ، وَهَذَا مَذْهَبٌ بَاطِلٌ؛ فَإِنَّ السِّتْرَ الَّذِيْ أَنْكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُوْرَةَ فِيْهِ؛ لَا يَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّهُ مَذْمُوْمٌ، وَلَيْسَ لِصُوْرَتِهِ ظِلٌّ، مَعَ بَاقِي الأَحَادِيْثِ المُطْلَقَةِ فِي كُلّ صُوْرَة. وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: النَّهْيُ فِي الصُوْرَةِ عَلَى العُمُوْمِ، وَكَذَلِكَ اسْتِعْمَالُ مَا هِيَ فِيْهِ، وَدُخُوْلُ البَيْتِ الَّذِيْ هِيَ فِيْهِ؛ سَوَاءً كَانَتْ رَقْمًا فِي ثَوْبٍ أَوْ غَيْرَ رَقْمٍ، وَسَوَاءً كَانَتْ فِي حَائِطٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ بِسَاطٍ مُمْتَهَنٍ أَوْ غَيْرِ مُمْتَهَنٍ؛ عَمَلًا بِظَاهِرِ الأَحَادِيْثِ، لَا سِيَّمَا حَدِيْثِ (النُّمْرُقَةِ) الَّذِيْ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ، وَهَذَا مَذْهَبٌ قَوِيٌّ).

[1] لِسَانُ العَرَبِ (613/ 11).
(2) وَفِي الحَدِيْثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مَرْفُوْعًا (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيٌّ أَوْ قَتَلَ نَبِيًّا وَإِمَامُ ضَلَالَةٍ وَمُمَثِّلٌ مِنْ المُمَثِّلِيْنَ). صَحِيْحٌ. أَحْمَدُ (3868). الصَّحِيْحَةُ (281).
قَالَ فِي لِسَانِ العَرَبِ (613/ 11): (وَفِي الحَدِيْثِ (أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا مُمَثِّلٌ مِنَ المُمَثِّلِيْنَ): أَيْ: مُصَوِّرٌ)، وَكَذَا فِي النِّهَايَةِ لِابْنِ الأَثِيْرِ رَحِمَهُ اللهُ.
[3] قَالَ ابْنُ الأَثِيْرِ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (النِّهَايَةُ فِي غَرِيْبِ الحَدِيْثِ وَالأَثَرِ) (1047/ 2): (السَّهْوَةُ: بَيْتٌ صَغِيْرٌ مُنْحَدِرٌ فِي الأَرْضِ قَلِيْلًا؛ شَبِيْهٌ بِالمُخْدَعِ وَالخِزَانةِ).
[4] (القِرَامُ): بِكَسْرِ القَافِ: السِّتْرُ.
[5] وَفِي لَفْظٍ لَهُ أَيْضًا (فِيهِ الخَيْلُ ذَوَاتُ الأَجْنِحَةِ).
(6) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (5954)، وَمُسْلِمٌ (2107) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا.
[7] شَرْحُ مُسْلِمٍ (81/ 14).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 498
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست