responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 400
مَسَائِلُ عَلَى البَابِ
- المَسْأَلَةُ الأُوْلَى) مَا وَجْهُ التَّوْفِيْقِ بَيْنَ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ العِلْمِ مِنْ عَدَمِ جَوَازِ التَّسْمِيَةِ بِاسْمٍ مُعَبَّدٍ لِغَيْرِ اللهِ تَعَالَى؛ مَعَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيْحِ مِنْ قَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَفْسِهِ (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ؛ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ) [1]، وَمِثْلِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَدِيْثِ (تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ، تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ) ([2]
وَالجَوَابُ:
1) قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ عَنْ نَفْسِهِ (أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ؛ أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ)، هَذَا لَيْسَ مِنْ بَابِ إِنْشَاءِ التَّسْمِيَةِ بِذَلِكَ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الإِخْبَارِ بِالاسْمِ الَّذِيْ عُرِفَ بِهِ المُسَمَّى دُوْنَ غَيْرِهِ، وَالإِخْبَارُ بِمِثْلِ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ تَعْرِيْفِ المُسَمَّى لَا يَحْرُمُ، فقد كَانَ الصَّحَابَةُ يُنَادُوْنَ بَني عَبْدِ شَمْسٍ وَبَني عَبْدِ الدَّارِ بِأَسْمَائِهِم وَلَا يُنْكِرُ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ، لِذَلِكَ نَقُوْلُ: بَابُ الإِخْبَارِ أَوْسَعُ مِنْ بَابِ الإِنْشَاءِ. (3)
2) أَنَّ النِّسْبَةَ فِي قَولِهِ (أَنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ) لَيْسَتْ نِسْبَةَ عُبُودِيَّةٍ وَتَشْرِيْكٍ بِاللهِ الخَالِقِ العَظِيْمِ؛ وَإِنَّمَا نِسْبَةَ رِقٍّ وَتَبَعِيَّةٍ. (4)
3) أَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ (تَعِسَ عَبْدُ الدِّرْهَمِ) لَيسَ مِنْ بَابِ التَّسْمِيَةِ، وَلَكِنْ مِنْ بَابِ الوَصْفِ بِمَا يُذَمُّ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ، وَمَعْنَى العُبُوْدِيَّةِ هُنَا أَنَّ ذَلِكَ المَوْصُوْفَ قَد جَعَلَ الأَجْرَ الدُّنْيَوِيَّ مُبْتَغَاهُ دُوْنَ الأَجْرِ الأُخْرَوِيِّ.

[1] رَوَاهُ البُخَارِيُّ (2864) عَنْ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ مَرْفُوْعًا.
[2] رَوَاهُ البُخَارِيُّ (2887) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا.
(3) وَفِي الحَدِيْثِ (قَامَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِيْنَ أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْذِرْ عَشِيْرَتَكَ الأَقْرَبِيْنَ} قَالَ: (يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ؛ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا). رَوَاهُ البُخَارِيُّ (4771)، وَمُسْلِمٌ (206) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوْعًا - وَقَدْ سَبَقَ -، فَفِي هَذَا الحَدِيْثِ نِدَاءُهُ إِيَّاهُم بِـ (بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ).
(4) قَالَ الشَّيْخُ صَالِحُ آلِ الشَّيْخِ حَفِظَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (التَّمْهِيْدُ) (ص501): (وَأَمَّا تَسْمِيَةُ بَعْضِ الصَّحَابَةِ بِعَبْدِ المُطَّلِبِ! فَالمُحَقِّقُوْنَ مِنَ الرُّوَاةِ يَقُوْلُوْنُ: إِنَّ مِنْ سُمِّيَ بِعَبْدِ المُطَّلِبِ؛ فَالصَّحِيْحُ أَنَّ اسْمَهُ المُطَّلِبُ - بِدُوْنِ التَّعْبِيْدِ -، وَلَكِنْ نُقِلَ بِعَبْدِ المُطَّلِبِ؛ لِأَنَّهُ شَاعَتِ التَّسْمِيَةُ بِعَبْدِ المُطَّلِبِ دُوْنَ المُطَّلِبِ، فَوَقَعَ خَطَأٌ فِي ذَلِكَ).
اسم الکتاب : التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المؤلف : نغوي، خلدون    الجزء : 1  صفحة : 400
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست