مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
فارسی
دلیل المکتبة
بحث متقدم
مجموع المکاتب
الصفحة الرئیسیة
علوم القرآن
الفقه
علوم الحديث
الآدب
العقيدة
التاریخ و السیرة
الرقاق والآداب والأذكار
الدعوة وأحوال المسلمين
الجوامع والمجلات ونحوها
الأشخاص
علوم أخرى
فهارس الكتب والأدلة
مرقم آلیا
جميع المجموعات
المؤلفین
العقيدة
الفرق والردود
جميع المجموعات
المؤلفین
مدرسة الفقاهة
مکتبة مدرسة الفقاهة
قسم التصویري
قسم الکتب لأهل السنة
قسم التصویري (لأهل السنة)
ويکي الفقه
ويکي السؤال
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
175
مَسَائِلُ عَلَى البَابِ
- المَسْأَلَةُ الأُوْلَى) قَوْلُهُ تَعَالَى (غَضِبَ اللهُ): الغَضَبُ للهِ تَعَالَى هَلْ هُوَ صِفَةٌ حَقِيْقيَّةٌ ثَابِتَةٌ للهِ تَعَالَى؟ أَمْ كَمَا قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيْلِ (التَّعْطِيْلِ): غَضَبُ اللهِ هُوَ الانْتِقَامُ مِمَّنْ عَصَاهُ! وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: إِرَادَةُ الانْتِقَامِ مِمَّنْ عَصَاهُ، وَالحُجَّةُ عِنْدَهُم أَنَّهَا تَشْبِيْهٌ لِلخَالِقِ بِالمَخْلُوْقِ! وَوَصْفٌ لَهُ بِمَا لَا يَلِيْقُ!
وَالجَوَابُ هُوَ مِنْ وَجْهَيْنِ:
الوَجْهُ الأَوَّلُ) أَنَّ غَضَبَ اللهِ تَعَالَى لَا يُمَاثِلُ غَضَبَ المَخْلُوْقِيْنَ لَا فِي الحَقِيْقَةِ وَلَا فِي الأَثَرِ:
1) فَمِنْ حَيْثُ الحَقِيْقَةِ: غَضَبُ المَخْلُوْقِ هُوَ غَلَيَانُ دَمِ القَلْبِ طَلَبًا لِلانْتِقَامِ، وَهُوَ جَمْرَةٌ يُلْقِيْهَا الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ حَتَّى يَفُوْرَ،
أَمَّا غَضَبُ الخَالِقِ، فَإِنَّهُ صِفَةٌ لَا تُمَاثِلُ هَذَا، قَالَ تَعَالَى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ البَصِيْرُ} (الشُّوْرَى:11).
2) مِنْ حَيْثُ الأَثَرِ: غَضَبُ الآدَمِيِّ قَدْ يُؤَثِّرُ آثَارًا غَيْرَ مَحْمُوْدَةٍ، فَقَدْ يَقْتُلُ المَغْضُوْبَ عَلَيْهِ، وَرُبَّمَا يُطَلِّقُ زَوْجَتَهُ، أَوْ يِكْسِرُ الإِنَاءَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِمَّا لَيْسَ لَهُ أَدْنَى ارْتِبَاطٍ بِمَوْضُوْعِ الغَضَبِ نَفْسِهِ!
أَمَّا غَضَبُ اللهِ تَعَالَى فَلَا تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ إِلَّا آثَارٌ حَمِيْدَةٌ، فَاللهُ تَعَالَى عَزِيْزٌ حَكِيْمٌ.
وَتَأَمَّلِ الاقْتِرَانَ بَيْنَ بَعْضِ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى كَالعَزِيْزِ الحَكِيْمِ؛ حَيْثُ يَتَبَيَّنُ لَكَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا تُخْرِجُهُ عِزَّتُهُ سُبْحَانَهُ عَنْ حِكْمَتِهِ؛ بِخِلَافِ العَزِيْزِ مِنَ البَشَرِ.
الوَجْهُ الثَّانِي) يَدُلُّ عَلَى بُطْلَانِ تَأْوِيْلِ صِفَةِ الغَضَبِ بِالانْتِقَامِ
[1]
قَوْلُهُ تَعَالَى {فَلَمَّا آسَفُوْنَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِيْنَ} (الزُّخْرُف:55)، فَإِنَّ مَعْنَى {آسَفُوْنَا} أَغْضَبُوْنَا
[2]
، فَجَعَلَ الانْتِقَامَ غَيْرَ الغَضَبِ، بَلْ أَثَرًا مُتَرَتِّبًا عَلَيْهِ، فَدَلَّ هَذَا عَلَى بُطْلَانِ تَفْسِيْرِ الغَضَبِ بِالانْتِقَامِ. (3)
[1]
وَإِنْ كَانَ الانْتِقَامُ قَدْ يَكُوْنُ مِنْ لَوَازِمِ الغَضَبِ أَحْيَانًا، فَاللهُ تَعَالَى يُوْصَفُ بِالانْتِقَامِ مِنَ المُجْرِمِيْنَ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {إِنَّا مِنَ المُجْرِمِيْنَ مُنتَقِمُوْنَ} (السَّجْدَة:22).
[2]
قَالَهُ الطَّبَريُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي التَّفْسِيْرِ (121/ 13).
(3) قُلْتُ: وَأَيْضًا؛ فَالغَضَبُ صِفَةٌ تَدُلُّ عَلَى القُدْرَةِ، فَلَيْسَتْ مَذْمُوْمَةً مُطْلَقًا.
قَالَ شَيْخُ الإِسْلَامِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي مَجْمُوْعِ الفَتَاوَى (159/ 28): (وَالمُؤْلِمُ إِنْ كَانَ مِمَّا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الغَضَبَ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ دَفْعُهُ أَثَارَ الحُزْنَ، وَلِهَذَا يَحْمَرُّ الوَجْهُ عِنْدَ الغَضَبِ لِثَوَرَانِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ القُدْرَةِ، وَيَصْفَرُّ عِنْدَ الحُزْنِ لِغَوْرِ الدَّمِ عِنْدَ اسْتِشْعَارِ العَجْزِ).
اسم الکتاب :
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
المؤلف :
نغوي، خلدون
الجزء :
1
صفحة :
175
««الصفحة الأولى
«الصفحة السابقة
الجزء :
1
الصفحة التالیة»
الصفحة الأخيرة»»
««اول
«قبلی
الجزء :
1
بعدی»
آخر»»
صيغة PDF
شهادة
الفهرست
إن مکتبة
مدرسة الفقاهة
هي مكتبة مجانية لتوثيق المقالات
www.eShia.ir