اسم الکتاب : الثورة البائسة المؤلف : الموسوي، موسى الجزء : 1 صفحة : 64
اما سيرة الرسول العظيم والتي هي الحجة على المسلمين واتخذت مصدرا من مصادر التشريع الاسلامي فهي اوضح من الشمس في رائعة النهار كما تشهد بها كتب السيرة النبوية، فهذا هو رسول الله يدخل مكة فاتحا ويخاطب اهلها الذين حاربوه وشردوه وقتلوا اعز الناس إلى قلبه من اهل بيته وصحابته بقوله " اذهبوا فانتم الطلقاء ". كما انها صلى الله عليه واله وسلم اردف دار شيخ الامويين أبي سفيان بالكعبة وقال " من دخل دار ابي سفيان فهو امن " وابو سفيان حارب الرسول عشرين عاما وقاد المعارك بنفسه ضد النبي، وكان السبب الرئيسي في كثير من المحن التي المت بالاسلام.
ودخل ابو سفيان في الاسلام كارها، وبعد ان ايقن ان راية الرسول اصبحت ترفرف على الجزيرة ولا مناص له من الدخول في الدين الجديد، وقبل الرسول العظيم اسلام ابي سفيان واعطاه المكانة التي كان يستحقها بين عشيرته واهل بلده، وجعل بيته مرادفا للكعبة، وهكذا اثبت الرسول العظيم ان الحقد لا يجد إلى قلبه سبيلا وان دينة دين الرحمة والعفو والمغفرة والاخاء والكرم. ووقف الرسول مرة اخرى في حجة الوداع امام الجموع المحتشدة من المسلمين وكان عددهم يقدر بمائة وعشرين الفا وخطب فيهم تلك الخطبة اليتيمة التي سجلتها كتب السيرة باحرف من نور، وقد جاء فيها " كل دم في الجاهلية تحت قدمي هذا " وهكذا جعل الرسول العظيم الاحقاد تحت قدميه لبناء المدينة الفاضلة التي كان يدعو اليها خالية من كل حقد وكراهية. وبعد كل هذا هل يستطيع فرد مهما وصل به الحقد والكراهية ضد الاسلام ان يصف هذا الدين بدين القتل واراقة الدماء.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ).
اسم الکتاب : الثورة البائسة المؤلف : الموسوي، موسى الجزء : 1 صفحة : 64