يزعم أن للأولياء خاتما، وليس للأولياء خاتم معين يقال: فلان هو خاتم الأولياء كما نقول: خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، لكن خاتم الأولياء هو آخر من يخلقه الله من أوليائه، لكنه ليس معروفا على وجه التعيين.
ويزعم أنه تابع في الشرع الظاهر للنبي - صلى الله عليه وسلم - وغير تابع له في العلم الباطن؛ فإنه بزعمه يأخذ من المعدن الذي يأخذه منه الملَك!
وهل هناك معدن يأخذ منه؟! فإن عنده الوجود كله شيء واحد وعين واحدة، فوجود كل موجود هو عين رب الوجود سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون والملحدون علوا كبيرا.
وذكر الشارح ابن أبي العز «وقال ابن عربي في فصوصه: ولما مثل النبي - صلى الله عليه وسلم - النبوة بالحائط من اللبن فرآها قد كملت إلا موضع لبنة فكان هو - صلى الله عليه وسلم - موضع اللبنة، وأما خاتم الأولياء فلا بد له من هذه الرؤية فيرى ما مثله النبي - صلى الله عليه وسلم - ويرى نفسه في الحائط في موضع لبنتين! ويرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين فيكمل الحائط! والسبب الموجب لكونه يراها لبنتين: أن الحائط لبنة من فضة ولبنة من ذهب، واللبنة الفضة هي ظاهره وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو أخذ عن الله في السر ما هو في الصورة الظاهرة متبع فيه؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن! فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملَك الذي يوحى إليه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: فإن فهمت ما أشرنا إليه، فقد حصل لك العلم النافع!
فمن أكفر ممن ضرب لنفسه المثل بلبنة ذهب، وللرسول المثل بلبنة فضة، فيجعل نفسه أعلى وأفضل من الرسل؟! تلك أمانيهم: {إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ} [غافر: 56] وكيف يخفى كفر من هذا كلامه؟» [1]. [1] ص 744.