responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 469
وتكايس آخرون فحصروا البغض والعداء في شأن الكافر المحارب دون المسالم، وهذا مردود بصريح القرآن في آيات كثيرة، كقوله - تعالى - على لسان إبراهيم الخليل - عليه السلام -: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: (4)]،فجعل للعداوة والبغضاء غاية وهي دخولهم في الإيمان بالله وحده، وقال - عز وجل - {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: (82)]،وقال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ} [المائدة: (15)]،فموجب العداوة لهم وعدم اتخاذهم أولياء لأجل كونهم كفاراً يهوداً ونصارى، فلم يُعلِّق العداء بالمحاربين ولا الصهاينة المعتدين!
ويتحذلق بعضهم في تسويغ الديانات المنسوخة المبدلة، ويستبدل بقوله - تعالى -: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: (6)].وهذه الآية الكريمة حجة عليهم كما حرره ابن تيمية قائلاً: «هي كلمة توجب براءاته من عملهم وبراءاتهم من عمله، فإن حرف «اللام» في لغة العرب يدل على الاختصاص .. ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - - عن هذه السورة -: «هي براءة من الشرك» [أخرجه أحمد وأبو داود.].
وليس في هذه الآية أنه رضى بدين المشركين ولا أهل الكتاب كما يظن بعض الملحدين، ولا أنه نهى عن جهادهم كما ظنه بعض الغالطين .. بل فيها براءته من دينهم وبراءاتهم من دينه .. وهنا أمر محكم لا يقبل النسخ .. فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرضَ قط إلا بدين الله، ما رضي قط بدين الكفار لا من المشركين ولا من أهل الكتاب» [الجواب الصحيح 2/ 31 - 32 باختصار.].
قد يعتل بعضهم على محبة الكافر بقوله - تعالى -: {إنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: (65)].إذ نزلت الآية في أبي طالب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،والذي مات مشركاً على ملة عبد المطلب، كما ثبت في حديث المسيَّب بن حزْن - رضي الله عنهما - والذي أخرجه البخاري ومسلم.
والجواب عن ذلك الاستدلال أن معنى الآية: من أحببتَ هدايته كما هو ظاهر السياق.

اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست