responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 468
وقال - تعالى - عن الخليل إبراهيم - عليه السلام -: {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [مريم: (94)].
ويفتري بعضهم الكذب على الله عند قوله - تعالى -: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [آل عمران: (46)] فيزعمون أن كلمة (سواء) هي الإقرار بالربّ، فهو القاسم المشترك بيننا وبينهم! وقد تعاموا عن سائر الآية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: (46)].
فالكلمة السواء هي عبادة الله - تعالى - وحده لا شريك له، وهذا ما ينقضه النصارى جهاراً نهاراً.
وتحتج طوائف على تبرير ملاينة النصارى واللياذ بأهل الصليب بقوله - عز وجل -: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: (28)].ويغفلون عن الآية التي بعدها: {وَإذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: (38)]،فالمقصود بهم من آمن بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -،فهم شهدوا لله بالوحدانية ولنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بالنبوة والرسالة، فأين هؤلاء من عموم النصارى الذين أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وتنقصوا عظمته وكماله وطعنوا في نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن حزم: «ولو أن الله وصف قولهم (طائفة اليعقوبية من النصارى القائلين: إن المسيح هو الله) في كتابه، لما انطلق لسان مؤمن بحكاية هذا القول العظيم الشنيع السمج السخيف» [الفصل 1/ 111،وانظر:2/ 199.].
وقال ابن تيمية: «ففي الجملة ما قال قوم من أهل الملل قولاً على الله إلا وقول النصارى أقبح منه، ولهذا كان معاذ بن جبل - رضي الله عنه - يقول: لا ترحموهم فقد سبُّوا الله مسبَّة ما سبَّه إياها أحد من البشر» [الجواب الصحيح 3/ 173.].

اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست