اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 459
أو أنّه والحال ليست هذه، منطقُ القويّ الذي يخاطب الضعيف، ويُملي عليه أكاذيبه، وهو يعلم أنّ من يقف أمامه يُدرك كذب قوله، ولكن لا حيلة له إلا التّظاهر بتصديق قوله، وقبول منطقه، إذ لا خيار أمامه سوى ذلك .. !!
وبمنطقٍ أكثر صراحة: صدقت أم كذّبت، فالحال واحدة، والوضع لن يتغيّر، ولسان حالهم (أنتُم أعداؤنا فهل نمدّ لكم يد السلام ... ؟؟!!) ..
فلا يضيره أن يُلقي تحيّة السّلام، في الوقت الذي تنتشر جيوشه وأجناده في ربوع أرض الإسلام، وترتع فيها، وتمرح بمقدّراتها، بل ولا يضيره أن يُلقي بعبارات التلطّف والتودّد وهو قد تربّع هو وملؤه على خيرات بلادنا، ونهبوا ثرواتها ..
فإن المعادلة العقليّة تقول: تلطف لهم بالكلام والسلام، ثم لا تتردّد بعدها في أن تزيد ضخ قوّاتك لتحقّق لك الأحلام .. !!
الرابعة: إن القوم – أيّها الأكارم – وكما لا يخفى على كريم علمكم: يساوموننا على قضيّتنا الكبرى \" قضيّة الأقصى السليب \" وفلسطين بوجهٍ عام .. فحينما نتأمّل فصول المسرحية، التي أحكم حبكتها أساطين الماسونيّة العالمية، ندرك يقيناً أنّه لا ينقص من قدر \"نيتنياهو\" المجرم الخبيث والذي يرى أنّ حل الدولتين يستحيل طرحه على أجندة حكومته، وأنّه ليس ثمّة إلا دولةٌ واحدة يعيش في ظلّها اليهود والمسلمون على حدٍّ سواء، ينعمون فيها بالحريّة، والعيش الرغيد ... !!!
لا يضير هذا المجرم أن يطلق الرئيس الامريكي في حقّه تلك العبارات التي يمتصّ بها حنق المسلمين، ويداعب بها مشاعرهم، ويهدّئ فيها من روعهم، ويسكب على لظى ضمائرهم الملتهبة، برد الخيانة، وثلج الغدر، وماء المكر، ليقول بكلّ بجاحةٍ وهدوء: (السبيل الوحيد للتوصل إلى تحقيق طموحات الطرفين يكون من خلال دولتين يستطيع فيهما الإسرائيليون والفلسطينيون أن يعيشوا في سلام وأمن) .. وهل كلّ طموحٍ يحقّ لهم السعي وراءه؟؟!! وأيُّ حقٍّ ليهود في بلاد فلسطين المباركة؟؟!!
إنّ لنا نقول بملء أفواهنا في هذا الزمان الصاخب، الممتلئ بالفتن، متلاطم الإحِن، الذي اختلط فيه الحابل بالنّابل، وخلط كثيرٌ من الناس بين المُحقّ والمُبطل:\" إنّ اليهود لا حقّ
اسم الکتاب : مفهوم الولاء والبراء في القرآن والسنة المؤلف : الشحود، علي بن نايف الجزء : 1 صفحة : 459