responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 9
ثالثاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى أقوامٍ يدَّعون أنهم على ملة إبراهيم, وكلاً يدعي وصلاً بـ (ليلى) .. فقريش تدعي أنها على ملة إبراهيم وكذلك اليهود والنصارى كما جاء في قوله تعالى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} , فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أقوامٍ كلٌ منهم يدعي أنه على ملة إبراهيم, وهم مخالفون لملة إبراهيم عليه السلام أصلاً وفرعاً فجاء حينئذ التعبير بهذا اللفظ.

(أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين) أن تعبد .. العبادة في اللغة هي الذُلُّ والخُضُوع وفي الشرع باعتبار الآحاد اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة و .. والباطنة, فهذه العبادة بجميع أصنافها يجب أن تكون لله تعالى وحده ولذلك قال هنا (أن تعبد الله) أي عبادة الله, إذا (وحده) هذا من باب الإخبار بأن العبادة لم تكن إلا لله عز وجل وحده أي منفرداً, والواحد مأخوذ من الوحدة وهي الانفراد وجاء في وصف إبراهيم {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ولا شك أن الشرك مأخوذٌ من الشَرِكَة, من .. من الشركة, إذا ضده الوحدة, فثم وحدةٌ وثم .. إشراكٌ, {ولَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} لا بذاته ولا بقوله ولا بعمله ولا بحاله ولا بمآله مطلقاً لم يكن من المشركين, وهذا يدل على أن ملة إبراهيم عبادة الله تعالى وحده مطلقاً, بمعنى أنه لم يُشَرِّك مع الله تعالى أحداً البتة, (وحده) أي منفرداً, فمن لم يعبد الله تعالى أصلاً هذا لا شك أنه لم يكن على ملة إبراهيم, من عبد الله تعالى وعبد معه غيره لا شك أنه لا يكون على ملة إبراهيم, وإنما يكون على ملة إبراهيم من تحقق بالعبودية لله جل وعلا وأفرد العبادة لله تعالى, فثم أصناف ثلاث من لم يعبد الله أصلاً لا حظ له من ملة إبراهيم, من عبد الله وعبد غيره معه هذا لا حظ له من ملة إبراهيم البتة كسابقه النوع الثالث وهو المراد هنا وهو من أفرد الله تعالى بـ .. بالعبادة.

(مخلصاً) هذا حال, (له) أي لله عز وجل, (مخلصاً له الدين) مخلصاً له .. الدين, والإخلاص هو الخالص الصافي وهو مازال عنه الشوائب, يُقال هذا لبن خالص, أي لم يشبه شيء, (مخلصاً له) اللام للاستحقاق والضمير يعود إلى الله تعالى, و (الدين) المراد به العمل, فيشمل حينئذ عمل القلب والجوارح واللسان, أي مخلصاً له العمل سواء كان عمل قلب أو كان عملاً باللسان أو عملاً بالجوارح والأركان, مخلصاً له العمل من كل شائبة تتعلق بـ .. المنافاة لـ .. التوحيد, أي من كل شائبة شرك, والدين يتضمن معنى الذل و .. والخضوع, يدينُ اللهَ ويدينُ للهِ, يتعدى بنفسه وبالله أي يعبد اللهَ ويطيعه ويخضع له .. أي يعبد الله ويطيعه ويخضع له, فدين الله عبادته والخضوع له, إذاً ملة إبراهيم محصورة في شيء واحد وهو عبادة الله تعالى وحده

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست