responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 8
(اعلم أرشدك الله لطاعته) أرشدك الله .. لطاعته, الطاعة هي فعل المأمور وترك المحذور وهي أعمُّ من .. من القُربَة, إذ القربة لا تكون قربة إلا مع وجود النية وأما الطاعة فهي أعم, فكل قربةٍ طاعة ولا عكس, وهو المُقرر عند .. الحنابلة.
(اعلم أرشدك الله لطاعته) ماذا تعلم؟ (أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله) (أن) وما دخلت عليه تأويل مصدر مفعول لـ اعلم و (الحنيفية) اسم إ .. اسم أن و (ملة إبراهيم) بَدَلْ أو عطف بيان, (أن تعبد الله) أن وما دخلت عليه تأويل مصدر خبر (أن) , (أن الحنيفية ملة إبراهيم عبادة الله وحده مخلصا له الدين) , أي العبادة بـ .. بالإخلاص, و (الحنيفية) هذا مصدرٌ صناعي مأخوذٌ من الحَنَفْ, وأصله في اللغة المَيْلْ, يُقال فلانٌ في رجليه حَنَفٌ أي ميلٌ, وهنا تُفسَّرُ بالميل عن الشرك, بالميل عن .. عن الشرك إلى الحق, ففيه ميلٌ من كذا إلى؟ إلى كذا, هنا قد مال عن الشرك إلى .. إلى الحق, إذ هما مُتلازمان, فكل من مال عن الحق فلابد وأن يقع في .. في الباطل, سواء أن كان شركاً أو؟ أو غيره, وكل من مال عن الباطل فلابد أن يقع في .. في الحق, وهكذا. فالحنيف هو المائل إلى التوحيد مع الثبات عليه, الحنيف هو المائل عن الشرك قصداً إلى التوحيد, والحنيف هو المستقيم, معاني ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى وكلها متواطئة, وهو المُستمسِك بالإسلام المُقبِلُ على الله تعالى المُعرِضٌ عن كل ما سواه. والمراد بالحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, الملة .. المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, فالحنيفية بيّنَ المصنف أنها ملة إبراهيم فقال (ملة إبراهيم) يعني ملة لإبراهيم, فالإضافة هنا لامية تفيد الاختصاص, فهي خاصة بإبراهيم ونُسبَت إليه ولكنها عامة لسائر الأنبياء, إذ ما من نبي وما من رسول إلا وقد دعا إلى من دعا إليه إبراهيم عليه السلام, والملة هي الشِرْعَةُ, يُقال ملة فلان كذا أي نِحلته وشِرعته يعني دينه الذي جاء به, فالملة هنا بمعنى الدين, وهو ما شرعه الله على ألسنة رسله, و (ملة إبراهيم) يذكرها المصنف رحمه الله تعالى في سائر كتبه بهذا اللفظ بمعنى أنها نُسِبَت إلى إبراهيم دون غيره من سائر الأنبياء وهذا لأمورٍ ثلاث:
أولاً لأن لفظ القرآن جاء بذلك وهو موافق لـ .. لفظ القرآن {قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} قال فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا و {وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
ثانياً لأنه أبو الأنبياء وهو خليل الرحمن {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} وهو من أولي العَزْمِ من الرسل وتكرر منهجه في القرآن كثيراً.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست