responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 7
(وإذا ابتلي صبر) حينئذ لا يأس ولا .. ولا قنوط, (وإذا أذنب استغفر) هذا الأمر الثالث, الذنب هو الإثم, واستغفر الله من ذنبه طلب منه غَفْرَهُ, (وإذا أذنب استغفر) بمعنى أنه طلب المغفرة والمغفرة هي الستر مع العفو والمَحْو, سترٌ ومحوٌ, وليس المُراد بالمغفرة الستر فحسب وإنما المراد بها الستر و .. المحو, (وإذا أذنب استغفر) والذنب من طبيعة بني آدم, قال صلى الله عليه وسلم (لولا أنكم تُذنبون ثم تستغفرون لذهب الله بكم ... ) إلى آخر الحديث, (فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة) الثلاث التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى (أن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر) يعني من تحقق بالشكر إذا أُعطي ومن تحقق بالصبر إذا اُبتلي ومن تحقق بالاستغفار إذا وقع في الذنب حينئذ هو الذي يكون سعيداً, السعادة المراد بها الحياة الطيبة, حينئذ وجود هذه الثلاث يدل على السعادة بل على كمالها, والنقصُ بالنقص, إذا عُدِمَت عُدِمَت السعادة وإذا نُقِصَ منها حينئذ تكون السعادة ناقصة فإن هؤلاء عنوان السعادة من وُفِّقَ لها نال السعادة, ومن حُرِمَ منها أو من بعضها فإنه يكون شقياً, إذ السعادة ضد .. ضد الشقاء, (فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة) أي من وفق لها نال السعادة كما ذكرنا, والسعادة هي الحياة الطيبة.
(اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ})
ثم قال المصنف رحمه الله تعالى بعد هذه الدعوات المباركات والطيبات (اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصا له الدين كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}) , هذه مقدمة يجعلها المصنف رحمه الله تعالى في جُلِّ كتبه, لأنها مما ينطلق منها المُكلَّف, سواءٌ في تقرير باب التوحيد في نفسه أو في دعوته, لأن فهم عقيدة التوحيد هي أساسٌ في التعلم والتعليم, وهي أساسٌ في مقام الإنكار والتوجيه, لأن من لم يعرف التوحيد على حقيقته حينئذ يَتَعَذََّرُ عليه أن يطبقه, كذلك إذا لم يفهم التوحيد على حقيقته حينئذ يتعذر عليه أو يعسُر أن .. يدعو غيره إلى ذلك, حينئذ جاء كلام المصنف رحمه الله تعالى مُصَدَّراً بقوله (اعلم) وهذا خطاب عام لكل مسلم ومسلمة, ليس خاصّاً بـ .. بشخصٍ واحد وإن ذُكِّرَ وإنما المراد به المذكور يعني المخاطب من حيث .. من حيث هو,
(اعلم) أمرٌ بتحصيل العلم, أي كن متهيئاً لما يُلقى إليك من العلوم, وهي كلمة شاعت عند أهل العلم يُؤتَى بها عند ذكر الأشياء المهمة. (أرشدك الله لطاعته) هذه دعوة من .. المصنف رحمه الله تعالى بـ تحصيل الرَشاد. (أرشدك الله) الرَشَدْ هو الهُدى والفلاح وهو الذي يهدي إليه القرآن, {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} , والراشد ضد الغاوي والمهدي ضد الضال, فصار مأخوذٌ من الرشاد وهو ضد الغواية, فأرشدك الله أي هداك إلى الرُشْدِ ووفقك الله ودلََّكَ عليه, أو إن شئت قل ألهمك طاعته بالرَشَدِ والاعتصام بها, إذا الرشد ضد .. ضد الغواية.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست