responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 6
(إذا ابتلي صبر) أي على الابتلاء, والبلاء يكون منحة ويكون محنة, فالله تعالى يبتلي عباده المؤمنين بالمكارِه, من أعداء الدين ونحوهم, قال تعالى {هو الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ـ أي يختبركم ـ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} حينئذ الابتلاء ينبني عليه حُسن العمل, فالحياة دار ابتلاء بالمصائب والمكاره كما جاء في الحديث (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم) إذاً الابتلاء مربوطٌ بالمحبة, فمتى ما وُجِدَ دل على .. على المحبة, هذا هو الأصل, (إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضيَ فله الرضا ومن سَخِطَ فله السُخْط) هذا يدل على أن الابتلاء قد يترتب عليه رضا من العبد حينئذ له الرضا, وقد يترتب عليه السخط وهذا الذي يكون محنة في حقه, وهذا في ظاهره أنه بلاء وإلا ففي الحقيقة هو نعمةٌ يُشكَرُ الله تعالى عليها, لمن شهد بقلبه حقيقة الابتلاء.
والصبر في اللغة الحبس والكف والمُراد شرعاً حبس النفس عن الجزع والتسخُّط وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن التشويش, كما أن الشكر يكون بـ .. ثلاثة الأركان كذلك الصبر يكون بـ .. الثلاثة الأركان, فالقلب يُسلِّم ولا يجزع ولا يتسخَّط واللسان كذلك يُحبَس عن ويُمنَع عن التسخط و .. والشكوى والجوارح كذلك تُحبَس عن اللطم ونحو ذلك.
وهو أنواع ثلاثة:
صبرٌ على طاعة الله
وصبر عن معصية الله
وصبر على امتحان الله تعالى الذي يُعنون له بـ قَدَرِهِ
ونقل ابن القيم رحمه الله تعالى عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فائدة جليلة أنه يقول: الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل.
سبق أن .. الصبر ثلاثة أنواع صبرٌ على الطاعة وصبر عن المحرمات, أي النوعين أفضل وأكمل عند الله تعالى؟
لا شك أن الصبر على الطاعة على فعلها أكمل وأفضل من الصبر عن .. المعاصي, الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات وأفضل, فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارِعِ من مصلحة ترك المعصية, لأن اجتناب المحرم من قبيل ترك المنهيات, وفعل الطاعات من قبيل امتثال المأمورات, وسبق أن ابن القيم رحمه الله تعالى جعل مقارنة بين النوعين أيهما أحب إلى الشارع فعل المأمور أم ترك المنهي؟ فعل المأمور أم ترك المحذور؟ الأصل أن يكون مُخاطَباً بالكل وأن يفعل الجميع ولكن من حيث .. حثُّ الشارع على أحد النوعين والاهتمام به أكثر من غيره, لا شك أن فعل المأمور أكمل من ترك المحذور, ويكفي أن من أعظم الأوامر هو توحيد الله تعالى حينئذ يحتاج إلى إيجاد, لأنه عمل ويحتاج إلى صبرٍ, كذلك ترك المنهيات إنما يكون ثانياً, بمعنى أنه يوجَدُ التوحيد أولاً ولا يُتَحققُ إلا بترك الشرك ويكون تابعاً لـ .. للأول, فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية, ومفسدة عدم الطاعة أبغض إليه وأكره من مفسدة وجود المعصية, إذا الصبر على الطاعات أفضل من الصبر على المحذورات وكلٌ منهما مُخاطَبٌ به المُكلَّف.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست